.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
بســـمِ آلله الرحمآن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
نتـمنى لكـــ قضـآء ـأوقـآت ممتــعه و مفيده معنـآ
ـإستمـتع برفقتنـآ وـاستفيد من مواضيعنا وأفيد
في منتدـآنـآ ـالرـآئع و ـالمتألق
منتـديـآت ♥️ طلبة جامعة منتوري قسنطينة ♥️
شكـرـآ لـزيـآرتنـآ
وشكرا لاشتراكك معنا....
اضغط على التسجيل اذا كنت / ي غير مسجل/ة
و على دخول اذا كنت عضو/ة
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
بســـمِ آلله الرحمآن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
نتـمنى لكـــ قضـآء ـأوقـآت ممتــعه و مفيده معنـآ
ـإستمـتع برفقتنـآ وـاستفيد من مواضيعنا وأفيد
في منتدـآنـآ ـالرـآئع و ـالمتألق
منتـديـآت ♥️ طلبة جامعة منتوري قسنطينة ♥️
شكـرـآ لـزيـآرتنـآ
وشكرا لاشتراكك معنا....
اضغط على التسجيل اذا كنت / ي غير مسجل/ة
و على دخول اذا كنت عضو/ة
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.

منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة - الجزائر
منتدى الطلبة الجزائريين و العرب

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
ساعــة المنتدى
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» T.P du électricité السنة أولى بالغة العربية
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 14 يناير 2019 - 0:15 من طرف boufris

» 232 مذكرة اختصاص مالية نقود و بنوك
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالأحد 16 ديسمبر 2018 - 23:03 من طرف Amona la

» التلوث البيئي واثره على التنمية السياحية والغطاء النباتي
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018 - 11:52 من طرف Yass

» الاعمال التطبيقية كهرباء RC
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 2 أكتوبر 2017 - 17:27 من طرف gaetan

» النسخة الاخيرهـ من إنترنت داونلود مانجر IDM 6.3 Beta 10
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2017 - 17:22 من طرف gaetan

» تأسّف
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 15 أبريل 2017 - 12:40 من طرف hassane1984

» مرحبا انا جديدة معكم
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 20 مارس 2017 - 12:29 من طرف hassane1984

» اريد مساعدة منكم اذا ممكن
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 20 مارس 2017 - 12:21 من طرف hassane1984

» أطفال حلبَ الضائعون
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالأربعاء 5 أكتوبر 2016 - 13:34 من طرف hassane1984

» المكتبة الرقمية
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 17 سبتمبر 2016 - 11:42 من طرف hassane1984

» الهيئات المشاركة في صنع السياسة الخارجية
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 17 سبتمبر 2016 - 11:02 من طرف hassane1984

» عاجل
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 4 يونيو 2016 - 1:37 من طرف cha_chou

» ممكن طلب مساعدة في موضوع : التقييم في مصالح الأرشيف لزميلة في معي في جامعة وهران
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 21 مايو 2016 - 12:01 من طرف yosra31

» بحث حول المجتمع المدني
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 0:17 من طرف ناصر الحق محي الدين

» بحث حول الديمقراطية
بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالثلاثاء 16 فبراير 2016 - 15:28 من طرف chinwi04

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
hassane1984 - 6878
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
وائل فلسطين - 3767
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
الخنساء - 2815
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
Ninjaa1 - 2415
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
الجزائر اسمي - 2385
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
Kenza Dk - 1948
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
القناص - 1781
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
lilia-labesta - 1423
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
ميسم - 1355
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
imene hanena - 1271
بناء المنازل عبر التاريخ I_vote_rcapبناء المنازل عبر التاريخ I_voting_barبناء المنازل عبر التاريخ I_vote_lcap 
مركز لرفع الملفات و الصور على الأنترنت
بناء المنازل عبر التاريخ Qmar15.com-dca0201ef0
nwail
ساعــة المنتدى

 

 بناء المنازل عبر التاريخ

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hassane1984
.:: المدير التنفيذي ::.
.:: المدير التنفيذي ::.
avatar


ذكر
عدد المساهمات : 6878
العمر : 40
الإختصاص الجامعي : مهندس معماري
مكان الإقامة : قسنطينة
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
السٌّمعَة : 64
نقاط : 22128

بناء المنازل عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: بناء المنازل عبر التاريخ   بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 27 ديسمبر 2010 - 14:27

بناء المنازل عبر التاريخ




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


خلق الله الكرة الأرضية مكانا صغيرا في هذا الكون اللامتناهي, وجعلها
مسكنا لمخلوقاته من الكائنات الحية من نبات وحيوان. ووفر لنا فيها الضوء
والدفء والماء والهواء والخصوبة والغذاء , فتكاثرت مخلوقاته وملأت أقطاب
الأرض. وكانت لها الأرض ببحارها ويابستها مكانا آمنا منذ ملايين السنين.

وكل كائن حي على هذه الأرض له شروط الحياة قد تختلف عن غيره ولذا كان
الإختلاف في إنتشار الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية فنرى منها ما
يعيش في الجبال ومنها ما يعيش في السهول أو البحار والماء وغير ذلك وما
يميز الحيوان عن النبات انه متحرك مما يساعده على تحسين ظروف معيشته.

ولذا فمعظم الحيوانات تميل إلى إتخاذ مسكن لها يقيها شر الأعداء
الطبيعيين, ويوفر لها الدفء وعند بعضها قد يستعمل كمخزن للغذاء, ولتضع به
صغارها وتحافظ عليهم. في بحثي هذا اخترت طَرْق موضوع بيت الإنسان وطرق
بنائه عبر السنين وفي المجتمعات المختلفة دون التطرق إلى بيوت غيره من
الكائنات الحية من حيوان ونبات.

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ووهبه العقل والتفكير مميزاً إياه عن سائر
المخلوقات. ومنذ خلقه, عمل الإنسان على تحسين ظروف معيشته, من مسكن وملبس
وطرق الحصول على الطعام.
وسنرى فيما يلي, تطور المسكن عند الإنسان والمواد التي إستخدمها لبنائه عبر العصور.


[size=21]تاريخ البناء


التوصل إلى فن الإتصال بواسطة إشارات الكلمة, الذي ظهر أول أمره في بلاد
ما بين النهرين, منذ العصور السحيقة, إنحصرت إحتياجات الإنسان الرئيسية,
في طعام يأكله, ويسد به رمقه, وكساء يلبسه, ومسكن يأوي إليه, بعد جهده
وتعبه, سعيا وراء رزقه, ومع زيادة عدد البشر, اضطر الإنسان إلى هجرة
الكهوف التي كان يحتمي بها, والبحث عن بديل مناسب, يقيه حر الشمس, وقر
الشتاء, وهطول أمطار, فإستعان بالأكواخ التي بناها من أغصان الأشجار
والغصينات الرفيعة, والجدران التي أنشأها من التربة العشبية, والبلاطات
الحجرية . وكان جل تفكيره في عمله هذا, رهنا بما جادت به الطبيعة, وما
أفاء عليه الله من خير كثير, ومرت السنون طويلة متعاقبة, والإنسان يقدح
زناد فكرة, لتطوير أساليب معيشته, ويترك بصماته واضحة على تاريخ ما
إستحدثه في فن البناء وتعتمد الأساليب التكنيكية الحديثة, على تنمية قدرات
البشر العقلية, لعزل المشاكل التكنيكية, ثم إستظهار المهارات والخبرات
المكتسبة لحل هذه المشاكل. ولا يقل أهمية عن هذا, الإعتناء بتنمية
وإستحداث المواد المناسبة, للحصول على مواد البناء, وتداولها (مناولها).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد حدث أول تقدم ملموس في تكنولوجيا البناء حوالي عام 3000 قبل الميلاد,
وقبل ذلك التاريخ كانت القدرات التكنيكية للإنسان محدودة. ويرجع ذلك إلى
بساطة الأدوات اللازمة لإتمام عمليات البناء, وعدم كفايتها لأداء هذه
المهمة .(من المناسب في هذا المقام ,التنويه بأن مواد البناء - مثل
الخلطات الطينية التي كانت تشكل باليد وتجفف في الشمس – التي عرفت في
بلدان الشرق الأدنى منذ عام 6000 قبل الميلاد . لم تكن بحاجة إلى استخدام
الأدوات ) .



ثم اكتشف الإنسان معدن البرونز عام 3000 قبل الملاد تقريبا . واصبحت هذه
السبيكة المعدنية - بما لها من قدرة على التشكيل بأشكال محددة ذات حواف
حادة دائمة – مادة مثالية لإنتاج المناشير, والفؤوس, والأزاميل. وأمكن
بإستخدام هذه الأدوات, قطع الأشجار, وتهذيب سيقانها وفروعها, كي تتخذ
أشكالا مناسبة للإستخدام الإنشائية. كما أمكن, بالإستعانة بهذه الأدوات,
قطع الأحجار من طبقاتها الرسوبية الطبيعية، والحصول على كتل مربعة منها،
وصقل أسطحها,بدلا من إستخدام الأحجار بهيئتها الفطرية التي توجد عليها في
الطبيعة. وأدى هذا الإكتشاف الميتالورجي (المعدني) الهام, إلى بناء الكثير
من المنازل الخشبية في شمال أوروبا, والهياكل الحجرية الهائلة, التي
إنتشرت بناؤها في وادي النيل.
ثم حدث إكتشافان آخران بين عام 3500 قبل الميلاد, وعام 3000 قبل الميلاد,
أديا إلى تحقيق المزيد من التقدم التكنولوجي.وكان التوصل إلى العجلة, أول
الإكتشافين ؛ أما الثاني, فهو حوالي 3500 قبل الميلاد, وأدى إلى إمكانية
نقل الأفكار والأساليب التكنيكية الجديدة. ثم إنتشرت طرائق إنتاج الخزفيات
التي يحمص في القمائن, وإتسع مجالها, حتى شملت صناعة الطوب الخزفي,
والطفال الذي يتم تشكيله على هيئة طوب كذلك, فغدا الحصول على الطوب أمرا
ميسورا في البلاد ما بين النهرين, حوالي عام 2500 قبل الميلاد. وكان
الزكورات (هياكل هرمية الشكل)التي شيدت حوالي عام 2000 قبل الميلاد, من
الطوب الذي يتم تصليده في البيتومين (القار) .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

البناء اليوناني:
أسهم اليونانيون حوالي عام 320 قبل الميلاد, إسهاما فعالا في تكنولوجيا
البناء , خاصة من خلال الميوزيوم (المتحف) الذي كان في حقيقة أمره, مؤسسة
للتعليم والدراسة, أسسها البطالمة في الإسكندرية.وقد توصل البطالمة – ضمن
العديد من الإختراعات التي ابتدعها – إلى عدة أنظمة للبكرات المركبة, لرفع
الأوزان الثقيلة, إلى تطبيق الهدسة وعلم المثلثات, لحل المسائل الخطية
والحجمية وإستعان الرومان, بمطرفتهم طرق حل الميائل الخطية. على تصميم عدد
كبير من الآلات . يمكن إستخدامها لرفع الأوزان, ودفع ودق الخوابير إلى
باطن الأرض, لتدعيم أساسات المباني الثقيلة, وهياكل الهندسة المدينة. ولم
يتسن للدراسين الغربيين, ومهندسيهم المعماريين, والصناع الحرفيين, أن
يلموا الإلمام الكافي بالعلوم الهندسية, التي كانت متاحة بسهولة ويسر
للعرب, حتى تمت ترجمة هذه العلوم من اللغة العربية إلى اللاتينية, في
أوائل القرن الثانية عشر. وأدت هذه الترجمة, إلى فتح آفاق المعرفة, لإجراء
الحسابات الرياضية والعلمية بدقة أكثر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد توافر لليونانيين – إبتداء من عام 300 قبل الميلاد – من الأساليب
التكنيكية للبناء, ما مكن الصناع المهرة, من قطع الرخام, ونقله, وحفره,
وصقله, لإنشاءات حتى ذلك الحين, تتميز ببساطتها, وتتضمن أساليب تكنيكية
تعتمد على بساطة تصميم الأعمدة العتبات, ويعول تثباتها على الكلابات
المعدنية والتثاقلية. وكانت الأعمدة تنشأ من أسطوانات تثبت في موضعها,
بواسطة خوابير متوافقة داخل جراب لها عند المركز. وقد بلغ قطر بعض الأعمدة
المستخدمة في إنشاء "البارثينون" مترين. كما كانت أسقف تلك الأبنية
منخفضة, تكسوها بلاطات من الطين المحمص, أو من الرخام, يحملها هيكل من
الخشب.

الرومان والبيزنطي:
بينما شاع إستخدام الأحجار والرخام في الأبنية اليونانية, اقتصر إستخدام
الرومان هذ المواد على الواجهات, أو التغطيات الدائمة لمبانيهم, مع تشكيل
قلب المبنى, من حوائط إنشائية, أو قبة من الخرسانة. وقد توافرت الخرساء
لدى الرومان, من الأسمنت الهيدروليكي القوي الذي عرفوه بإسم البوتسولانا
(وهي مادة صخرية بركانية). ونظرا لضخامة مباني الرومان, وإتساع عرض
الفتحات والقباب, أصبح من المتعذر الإستمرار في إستخدام العتبات الحجرية,
لتلقي الأحمال الواقعة عليها.

وإستبدلت بهذه القباب, للإحاطة بالفراغات المكانية, ونحمل هياكل الجدران
الثقيلة. كما إستخدم الرومان, على نطاق واسع, الطوب الذي يتم حرقه في
قمائن شبيهة بالقمائن المستخدمة في القرن التاسع عشر, سواء كمادة تغطية
للخرسانة التي ينشأ منها الهيكل المركزي للمبنى, أو كطبقة أولية (بطانية)
للتشطيبات النهائية الزخرفية, التي كانت تصنع من الموزايكو أو الجبس
المرسوم بألوان.
وإستخدم بلاط الموزايكو المتعدد الألوان, الصغيرة الحجم, على نطاق واسع
خلال القرنين الخامس والسادس الميلادين, لزخرفة الأسطح الداخلية للكنائس
البيزنطية المسيحية. وإستخدام في
بناء هذه المباني – التي شيدت أساسا من الطوب مع الإستعانة أحيانا
بالأعمدة الحجرية – الأسلوب الحديث للبناء, الذي يعتمد على القباب, وكانت
من السمات المميزة للحيز الداخلي هذه المباني, وذلك عن طريقة التدريج في
البناء صفوف الطوب, حتى تتخذ القبة شكلها النهائي المعروف.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد أولى البناؤون البيزنطيون, مشكلة إنشاء القبة الكروية, على قمة
القاعدة المربعة للجدران, إهتماما خاصا. وأمكن التغلب على هذه المشكلة في
المنشآت الأولى الصغيرة, عن طريق "الأسقنش", وهو قبة صغيرة نصف كروية,
توضع عند ركن القاعدة المربعة, للجدران, إهتماما خاصا. وأمكن التغلب على
هذه المشكلة في المنشآت الأولى الصغيرة, عن طريق "إسقنش ", وهو قبة صغيرة
نصف كروية, توضع عند ركن القاعدة المربعة, ولكن ذلك الحل لم يكن ملائما,
في حالة الهياكل الضخمة, لذلك نشأ العقد المتدلي, وهو سلسلة من المثلثات
الكروية تتفرع من القاعدة المربعة الأفقية التي تحملها, ونحمل الحجرية
الحاملة للقبة ذاتها. ويمكن ملاحظة كبيرة من المباني التي إعتمد إنشاؤها
على هذا الأسلوب التكنيكي, في البلدان السلافية (يوغسلافيا)
وتشيكوسلوفاكيا) والبلدان الغربية من حوض البحر المتوسط, ثم عاد هذا
الأسلوب التكنيكي للظهور في عدد من الكنائس, تم بناؤها حوالي القرن الثاني
عشر, في غرب فرنسا.


تطورات الأسلوب التكنيكي للبناء في غرب أوروبا:

أدى سقوط الإمبراطورية الرومانية, إلى حدوث تعثر خطير في تقدم تكنولوجيا
البناء. ولكن, لحسن الحظ, بقيت بعض المراكز المعزولة للثقافة, بمنأى عما
أصاب هذه الإمبراطورية من تحمل.
وإستطاعت المهارات الحرفية القديمة, أن تجد لها متنفسا كي يكتب لها البقاء
داخل هذه البقاع, التي ضمت ألمانيا تحت حكم الإمبراطورية العثمانية,
وفرنسا. وإستطاع فن صناعة الطوب, وإنشاء المباني منه – الذي كتب له البقاء
في وسط أوروبا – أن ينتشر غربا ببطء, حتى وجد ملاذا له في الأراضي الواطية
(هولندا). وهناك توافر الطفل الملائم لصناعة الطوب, كما أدت ندرة الأحجار
هناك, إلى نشوء طراز رفيع من طرز البناء بالطوب. وساعد الإستقرار النسبة
لفرنسا, تحت حكم "شرلمان" على الإحتفاظ بالنفوس الحجرية حية.

وقد أفضى تحول الثقافات الجديدة من الشمال إلى فرنسا, إلى إعطاء دفعة قوية
-– للأساليب التكنيكية التقليدية القديمة. وإستطاع أهل الشمال, الذين
إستوطنوا شمال فرنسا, أن يطوعوا هذه الأساليب لإستخدامهم, أن يبدأوا حقبة
إنشاء الجدارن السميكة الثقيلة, والعقود المستديرة. وأدى إعتناقهم الديانة
المسيحية إلى هذه الأساليب, منذ بداية القرن الحادي عشر, وتبلور هذا
الإدهار, في بناء مجموعة كبيرة من الكنائس والكاتدرائيات الرومانيسكية ,
إنتشرت فوق ربوع أوروبا الغربية, حتى إلتفت مع الحركة الثقافية التي نبعت
من ألمانيا, وتخطت حدود القنال الإنجليسي, كي تغزو إنجلترا, مع الغزو
النورماندي. وكانت لمعظم هذه الأبنية, أسقف خشبية, ولكن لم يمض وقت طويل,
حتى أعيد تسقيفها بالقباب البرميلية أولا, ثم إستبدلت بها القباب الحنية
فما بعد.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وإستمر الأسلوب التكنيكي الروماني في إنشاء الجدران, مع تغطية واجهتها
بالأحجار الجميلة. بينما إستبدلة بالقلب الخرساني المتين. والأحجار
المتخلفة عن عملية الحصول على الواجهات الحجرية الساقية, مع إستخدام مونة
ضعيفة من الجير, مما أدى إلى إنخفاض متانة الجدران.
وصادفت البنائين الرومانيسكيين صعوبة, عند إحاطة الفراغات المكانية
بالقباب المتسعة, في غياب الأسمنت الروماني, الذي يتميز بالمتانة. كما
كانت هندست العقود المستديرة, عقبت قدرتهم على تحويل ممرات القباب, إلى
الشكل المربع. وأخيرا, أمكنة حل هذه المعضلة, عند إنشاء كاتدرائية
"دورهام" الجديدة بإنجلترا, والتي بدئ في إنشائها عام 1093ميلادي. وتضمنت
القبة المرتفعة لصحن الكاتدرائية – لأول مرة – إنشاء طراز العقد الحاد
للأضلاع المستعرضة, فأمكن إحاطة منور الكنيسة بالعقود الحائطية؛ وسرعان ما
إنتقل هذا الأسلوب التكنيكي للبناء عبد إنشاء كنائس "وينتشستر",
و"بيتربورو", "وسيلبي". كما شهدت فرنسا محاولات مشابهة, فظهرت القباب ذات
الأضلاع في كاتدرائية "سانت إتيين" بمدينة "الكان". ثم كان أول ظهور للقبة
القوطية سداسية الأجزاء في إنجلترا – التي تطورت من القباب السابقة – في
قاعة ترتيل الصلاة بكنيسة "كانتربري, التي شيدت في نهاية القرن الثاني
عشر. وإعتمدة الأساليب القوطية للبناء, على بذل مزيد من الجهد, لإستخدام
الهياكل الحجرية المبسطة الخفيفة الوزن, وإستبدال الزجاج الملون بالجدران
الصماء. وإقتضى الإستغناء عن الهيكل البنائي الأصم, أن يستبدل الدعامات
الكتفية الناتئة, والأبراج, ولأعمدة المدعمة, للتمشي مع خطوط نقل قوي
الدفع الناشئة عن القباب الحالية, ولنقل الأحمال بأمان حتى الأرض.

وحتى القرن الخامس عشر, كانت معظم الأبنية المنزلية, تشيد من هيكل خشبي.
ولم يكتب لأي من هذه الأبنية البقاء حتى اليوم, وكل ما توافر من معلومات
عن هذه النقطة, جرى إشتقاقه من المخطوطات والأبحاث المتعلقة بالآثار. وساد
إستخدام الهياكل بمادة مناسبة, كأسلوب تكنيكي للإنشاء في المنازل
الرومانية الريفية, والأبنية التي شيدت في المزارع. وقد تطور إنشاء المنزل
"الكروك" خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين, وظل قيد الإستخدام حتى
القرن الخامس عشر. ولكن النقص في مرونة التصميم, أدى إلى أن يستبدل بطرز
"الكروك", الهيكل الخشبي المعتاد, الذي تطور فما بعد إلى هيكل البالون في
القرن السادس عشر, ولا يزال قيد الإستخدام في المنشآت الخشبية الحديثة.
وقد أنشأت بعض المنازل من الأحجار, على نسق الطراز الإنشائي الإكليركي
(الكنسي) الذي كان الطراز السائد في ذلك العصر. ودامت مجموعة من المنازل
الحقيرة ذات الهيكل الخشبي, في المناطق الحضرية, حتى القرن الثامن عشر.


البناء الحديث

ترجع الأصول التاريخية للأساليب التقنية الحديثة للبناء, والمواد
المستخدمة فيه, إلى أواخر القرن الثامن عشر, مع مولد الثورة الصناعية.
وكانت الأحجار والأخشاب, هي المواد السائدة في عملية الإنشاء, وكان الهيكل
الرئيسي للبناء, يتألف من أراضي خشبية, تدعمها الجدران الحجرية, أو
الدعامات الخشبية التي تنشأ على هيئة هيكل حامل. وعلى الرغم من وجود
الإتجاه
العلمي لتصميم الهياكل في طور التأسيس داخل معاهد الهندسة الأوروبية, كان
البناؤون الذين إكتسبوا المعرفة التقنية الضرورية لحساب متانة الهياكل,
قليلي العدد للغاية في ذلك الوقت. وإعتمد معظمهم على إستخدام بديهته
وتجاربه الشخصية, التي تقوم على خبرة المكتسبة أبان العصر النهضة, وفترة
القرون الوسطى. وإستخمة المواد الحديدية بكميات صغيرة, كمادة مساعدة في
عمليات البناء, ولكن تصنيع هذه المواد, إعتمد على إستخدام الفحم النباتي,
الذي كانت موارده قد إبتدأت تنضب. وبعد أن إكتشف "أبراهام داربي" عام
1708إمكانية الإستعاضة عن الفحم النباتي بفحم الكوك في الأفران العالية,
أصبح من الممكن إنتاج الحديد بكميات ضخمة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكان إستكمال الجسر الحديدي الذي يعبر نهر "السيفيرن" بالقرب من
"كولبروكديل" في إنجلترا, عام1779, علامة بارزة, تحدد نهاية العصر الذي
ساد فيه إستخدام الأخشاب والحجارة, كمواد بناء أساسية. وعد هذا الجسر –
الذي بلغ طوله ثلاثين مترا – على الرغم من تواضعه بمقاييس القرن العشرين,
إنجازا عظيما, وإقتصر إستخدام مسبوكات الحديد في أضلاع العقد خاص بالجسر,
على موضعين فقط, يزن كل منهما 5,75 أطنان, وطوله 21 متر.

وعندما أشرف القرن الثامن عشر على الإنتهاء, حدث تطور كبير في إستخدام
الحديد المسبوك, بدلا من الأخشاب, في أغراض عمل الأعمدة والعوارض, ثم
تحولت الإنشاءات خلال القرن التاسع عشر, إلى الإعتماد على الجدران
الحجرية, على هيئة غلاف حامل.

وقد تطلب تطوير شبكة السكة الحديدية في أوائل القرن التاسع عشر, إستخدام
الحديد على نطاق واسع, كمادة للإنشاء ولكن واجهت هذا الإستخدام, صعوبات
جمة, فيما يختص بصلاحية الحديد الزهر هذا الغرض, نظرا إلى غير إمكانية
التعويل عليه في مقاومة اجهادات الشد, لذلك إستبدلة به الحديد المطاوع عند
تصنيع العوارض, بإعتبار أنه صورة أكثر نقاوة, يمكن إستخدامها بأمان,
لمقاومة كل من اجهادات الشد والضغط.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن المحقق أن التحول إلى المجتمعات الصناعية, أحدث تغيرات جوهرية في
أساليب الإنتاج, كما ظهرت مفاهيم جديدة في مجال الإنشاء: مثل التوحيد
القياسي, والتصنيع المسبق, والمنشآت الفولاذية الهيكل, ذات الأسطح
الخارجية اللامة, بدلا من الجدران الحجرية, والإستعانة بالحسابات
والإختبارات التي تجري على نماذج, لتقويم متانة المنشآت, الحول التدريجي
في صناعة البناء من مواقع الإنشاء, إلى مصانع التجهيز, ومن الأمثلة
الواضحة على إستخدام المكثف للوحدات السابقة التصنيع, في منتصف القرن
التاسع عشر, تصميم "جوزيف باكستون" للقصر البلوري (كريستال بالاس) في
لندن, وتصميم "إيزامبارد كينجدام برونيل" للمستشفى الذي تم تصنيع وحداته
الإنشائية في إنجلترا, ثم شحن إلى "القرم" حيث أقيم, وكان يتسع لألف سرير.

وتمثلت المواد المعدنية الرئيسية التي إستخدمت في عمليات الإنشاء حتى عام
1870, بالحديد الزهر, والحديد المطاوع, ولكن تزايدت الحاجة إلى معدن قليل
التكاليف, وَلَدِن في الوقت نفسه, حتى يمكن تحويله بسهولة, إلى أشكال
مناسبة لأغراض الإستخدام. وأسهم أسلوب "بسمر" لإنتاج الفولاذ المتين
واللدن, بتكاليف رخيصة, في حل هذه المشكلة, حتى أمكن إحلال هذا الفولاذ,
محل الحديد الزهر والمطاوع, في نهاية القرن التاسع عشر. وقد تمثل
الإستخدام المكثف للفولاذ, في مجال الإنشاءات خلال تلك الفترة, في جسر
"فورث" (أنشئ عام 1809), وبرج إيفل (1899), وناطحات السحاب الشهيرة
المسماة باسم "لويس سوليفان" كما قطعت الأساليب التقنية, التي تعتمد على
التصميم والإنشاء المعدني, شوطا طويل نحو التطور, منذ بدأت الثورة
الصناعية. لذلك شهدت هذه الفترة أيضا, تثبيت أقدام الباطون المسلح, كمادة
إنشائية جديدة, تتمتع بإمكانات هائلة في مجالات التصميم, وسبحان ما إحتلت
هذه المادة الموضع الصدارة بين مواد الإنشائية في القرن العشرين.


المواد المستخدمة في البناءالحديث:

أدت التطويرات التكنولوجية في القرن العشرين, إلى إستحداث مجموعة جديدة من
المواد, مثل اللدائن (البلاستيك), ولكن ربما كان الأهم من ذلك, هو التوسع
في الإمكانات الإنشائية لمواد البناء التقليدية, مثل الأخشاب, ومباني
الطوب, كما أدت إلى تطوير تقنية إستخدام الفولاذ والباطون, وقد أرسيت
قواعدها كعمليات تقنية عصرية في أواخر القرن التاسع عشر.

الباطون المسلح:
يصنع الباطون عادة, بخلط الأسمنت مع الرمل, والصخور (الأحجار) ذات الأحجام
الصغيرة والماء. ويتحد الأسمنت إتحادا كيميائية مع الماء, لتكوين عجينة
,أسمنتية حول الرمل وكِسَر الصخور. وبالرغم من إستخدام خلطات تشبه
الإسمنت, خلال العصر نتيجة التجارب التي قام بها "جوزف أسيجن" عام 1824,
وإنتهت بتسجيله حق إختراع أنواع جديدة, أمكنه إنتاجها من حرق الحجر الجيري
والطفل (معا) في الموقد الخاص بمطبخه (الأسمنت البورتلاندي). ويستخدم
الباطون حاليا, بكميات ضخمة تزيد كثيرا على الكميات المستهلكة من أية مادة
إنشائية أخرى. ونتيجة لذلك, أصبحت صناعة الأسمنت, واحدة من الصناعات
العظمى في العالم. وتشبه الخواص الإنشائية للباطون, مثيلتها للبناء
الحجري, وتتميز بمقاومتها المرتفعة للضغط, ولكن تتوقف على المباني
الحجرية, بقابليتها للتشكل بالصب في قوالب معدة, حتى تكون أرضيات, أو
عوارض, أو أعمدة, أو هياكل ذات هيئة غلافية (تحيط بحيز معين).

وللباطون متانة ضعيفة لمقاومة إجهاد الشد, لذلك يراعى تسليحه بقضبان
الفولاذ…, عند المواضع المعرضة لهذا النوع من الإجهادات. ويعد الباطون
المسلح, مادة مركبة من الباطون, الذي يقام إجهادات الضغط, والتسليح
الفولاذي, الذي يقاوم اجهادات الشد, ويحد من عرض الشروخ التي يمكن أن تحدث
في الباطون, بتأثير الأحمال المنخفضة نسبيا. ولقد ساعد تسليح الباطون, على
إمكان التوصل إلى عديد من التصميمات, حتى ساد إستخدام المنشآت المصنوعة من
الباطون المسلح, منذ أواخر القرن التاسع عشر, لتشيد الأبنية الصناعية
التجارية, في كل من أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية.
ثم أصبح أسلوب التقني للباطون ذي الإجهاد المسبق, متاحا في الثلاثينات من
القرن الحالي. ويرجع الفضل في التوصل إليه, إلى الجهود الرائدة التي بذلها
المهندس الفرنسي "أوجين فرينية" (1879 ـ 1962).

ويتألف الإجهاد المسبق, من توليد حالة من ألإنضغاط في الباطون بواسطة
قضبان فولاذية ذات متانة شد عالية, بحيث تتم موازنة أي إجهاد شد, يمكن أن
ينشا نتيجة التحميل المتعاقب على العضو المنشأ مع الإنضغاط المبدئي. ويعني
ذلك, إنتفاء ظهور الشدوخ في الباطون نهائيا, وإمكانية تجنب حدوث التآكل في
قضبان التسليح, نتيجة تخلل الرطوبة للباطون. كما يساعد الإجهاد المسبق,
على مرونة تصنيع العضو المنشأ من سلسلة من القطاعات الصغيرة, وتعريضها
جميعا للإجهاد.
وتتشابه القاعدة الأساسية لذلك, مع فكرة العقد المنشأ من النبات جزئية,
وهو منشأ ذاتي الإجهاد, ولكن الميزة الحقيقية للإجهاد المسبق, تكمن في
إمكانية تطبيقية على نحو مستقيم, مثل العارضة.

الفولاذ (الصلب): عندما
أشرف القرن التاسع عشر على الإنتاج, كان الفولاذ قد أصبح مادة هامة من
المواد الإنشاء. وكانت قطاعات الفولاذ المفتولة, متاحة بكميات كافية, كما
كان الأسلوب التقني لربط الأعضاء الإنشائية بواسطة مسامير الرباط, أو
مسامير البرشام, قد قطع شوطا كبيرا في طريق التقدم. وتم إحراز تقدم هام
آخر خلال الحرب العالمية الأولى, بإستحداث الطريقة النمطية لوصل الأعضاء
الفولاذية, وهي اللحاء بالقوس الكهربائية بين قضيب معدني (الإلكترود),
وبين العضوين المراد لحامهما معا.

فينصهر الإلكترود المعدني, عند كلا طرفي القوس, يتركب المعدن المنصهر,
ليملأ الوصلة على مدى سلسلة متتالية من الطبقات. ويستخدم هذا الأسلوب
التقني على نطاق واسع, في إنشاء الأبنية الحديثة, والجسور المصنوعة من
الفولاذ, نظرا لصغر حجم الوصلة, وتفوقها على الوصل بمسامير البشام, أو
مسامير الرباط. ويعد الفعل المركب لكل من العوارض الفولاذية, وبلاطات
الأرضية المصنوعة من الباطون المسلح, تطورا آخر, حيث يتم لحام المشابك عند
الشفة العليا للعوارض الفولاذية, ضمنا لترابط الصحيح بين المادتين.

الأخشاب:
يعتبر الخشب واحد من أقدم المواد التي إستخدمت في عمليات البناء, ولكن
التطويرات الحديثة في هندسة الأخشاب, أتاحت لها موضعا وسط مواد البناء
الحديثة. ومن التطويرات ذات الأهمية الخاصة في هذا المجال, إستحداث المواد
المكثفة للخشب المضغوط, في إنشاء الجدران الخاصة بالأبنية. ويتألف الخشب
المضغوط, من رقائق, يتم إنتاجها على هيئة قشرات, تقطع من جذور الأشجار, ثم
تلحم مع بعضها بعضا بالغرام اللاصق تحت ضغط, بحيث يكون إتجاه الألياف في
كل طبقة, متعامدا مع إتجاه في الطبقة اللاصقة. وتتوقف متانة الخشب على
إتجاه إجهاده, إذ تنخفض متانته, عندما يؤثر الإجهاد عموديا في إتجاه
الألياف, عن متانته عندما يؤثر الإجهاد موازيا لإتجاه الألياف, عن متانته
عندما يؤثر الإجهاد موازيا لإتجاه الألياف.

ويضمن إستخدام الخشب المضغوط, الذي تكون طبقاته متعامدة مع بعضها بعضا
بالتبادل, الحصول على مادة ذات متانة منتظمة, وثبات في الأبعاد. ونتيجة
للأبعاد المحدودة للقطاعات الخشبية المتوافرة عادة في الأسواق, كان
إستخدام المواد اللاصقة أمرا حتيما في صناعة العوارض الصفيحية, التي تتألف
من عدد من الطبقات ذات القطاع الرقيق نسبيا, والتي تلحم مع بعضها بعضا
بالغراء, تحت ضغط, وذلك بالإضافة إلى التطويرات الهامة التي طرأت على
الأساليب التقنية للوصول بالمسامير العادية, أو بالمسامير الرباط,
والإستعانة بالمستنبطات الخاصة بالتوصيل. وتتميز قطاعات الإنشائية الخشبية
بخفة وزنها, إذ تبلغ كثافة الخشب 1/ 5 كثافة الباطون, 1/ 16 من كثافة
الفولاذ.

المواد السيراميكية:
تمثل صناعة الطوب, القسم الأعظم من الصناعات الإنشائية السيراميكية. وقد
مرت هذه المادة التقليدية من مواد – شأنها في ذلك شأن الأخشاب – بتغييرات
كبيرة, فيما يتعلق بطريقة صناعتها, وأسلوب تناولها, وكيفية وضعها في
المباني, وقدرتها على مقاومة الأحمال. وتستخدم مباني الطوب بمثابة وسط
لمقاومة أحمال الضغط في الأعمدة والجدران. وقد ساعدت الدراسات التفصيلية
عن قوة تحمل مباني الطوب, في إمكانية إنشاء أبنية بإرتفاع 18 طبقة, من طوب
رقيق لا يتجاوز 38سم عند مستوى الأرضية. وأمكن الأستفادة في التصميمات
الحديثة, من تأثير مباني الطوب في تدعيم الهيكل الفولاذي والأسمنتي, وكذلك
الفعل المتبادل بين الجدران والعوارض الحاملة.

وقد أرسيت قواعد لتصميم المباني المسلحة, شبيهة بالمبادئ الأساسية الخاصة
بالباطون المسلح, حتى تتمكن المباني من مقاومة كل من إجهادات الشد والضغط.
وقد جرت العادة, على إعتبار مباني الطوب, مادة مقاومة للضغط, ولكن بعد
تزويدها بالتسليح الكافي, يمكن إستخدامها في أغراض تشبه أغراض إستخدام
الباطون.

الألومنيوم:
يكون الألومنيوم, في صورته النقية تجاريا, فلزا لينا, لدنا, ولكن يمكن
زيادة متانته بإضافة عناصر سبكية إليه, حتى يصبح ملائما للإستخدام في
التطبيقات الإنشائية, وعلى النقيض من الفولاذ, يكون الألومنيوم شديد
الإحتمال ضد عوامل الزمن, نتيجة طبقة الأكسيد الرقيقة التي تتكون تلقائيا
على سطحه, وتمثل عاتقا أمام إستمرار التأكسد. وتبلغ كثافة الألومنيوم
1/3كثافة فولاذ, ولكن مقاومته للتشوه, تقل عن مقاومة الفولاذ كثيرا. ويصل
الإنحناء في هيكل مصنوع من الألومنيوم, إلى ثلاثة أضعاف الإنحناء الحارث
في هيكل مماثل من الفولاذ, معرض للأثقال ذاتها. ولهذا السبب, ف‘نه إلى
جانب إرتفاع التكلفة لإنشاء هياكل من الألومنيوم – بالنسبة إلى غيره من
المواد الإنشائية – أصبح مجال التطبيقات الإنشائية للألومنيوم محدودا,
بإستثناء الحالات التي تكون فيها الإستفادة, من الوزن الخفيف نسبيا له,
أمرا حيويا. وتتوافر القطاعات الإنشائية للألومنيوم, على هيئة مشابهة
لقطاعات الفولاذ.

اللدائن: يتم إنتاج
اللدائن من المواد طبيعية أصلا, مثل الفحم الحجري, والهواء, والماء,
والنفط, عن طريق عمليات كيميائية معقدة. ونتيجة التركيب التوليفي للدائن,
يمكن إنتاج بعض أنواع بخواص متبانية, ولكن اللدائن – على وجه العموم –
تحتاج إلى تسليح, بأنواع مختلف من الألياف أو غيرها من المواد, حتى تصلح
للإستخدام في الأغراض الإنشائية. ويعتبر البوليستر المدعم بالزجاج, أكثر
هذه الأنواع شيوعا, وبإستطاعته مقاومة الإجهادات المرتفعة لكل من الشد
والضغط. وتتميز هذه المادة, بأماكنية تشكيلها بسهولة ويسر, على هيئة عناصر
مطرية, أو منحنية, لتلقي الأحمال الواقعة عليها. ولكن يعيب اللدائن,
إنخفاض صلابتها, لذلك تراعى هذه الخاصة, عند إستخدام اللدائن في الأغراض
الإنشائية, بحيث يتم إختيار الشكل الملائم للمنشأ, للتغلب على هذا العيب.
وما زال إستخدام اللدائن المدعمة بألياف الكربون يحقق تقدما ملموسا ولكن
هناك عددا من التطبيقات الإنشائية للجدران المركبة, يصلح إستخدام اللدائن
فيها, حيث يتألف الجدران من طبقتين خارجتين, يتم إنشاؤها من المادة قوية,
وبداخلها طبقة عازلة من مادة خفيفة الوزن. ومن التطبيقات الهامة الأخرى,
إستخدام اللدائن في الهياكل المدعمة ضد الرياح, (مثل القباب المنفوخة
بالهواء), التي تتخذ شكلا ثابتا, عن طريق الإحتفاظ بفرق صغير في ضغط
الهواء بين سطحها الخارجي والداخلي, بواسطة تمرين تيار من الهواء بضغط
منخفض بين السطحين من المروحة.


تصميم البناء الحديث:

يعد تصميم البناء الحديث, عملية معقدة, تتضمن تداخلا بين مهارات عديدة,
وعلى الأخص مهارات كل من المهندس والمعماري. وقد شهد العقد الأخير من
القرن التاسع عشر, إنشاء هياكل من الفولاذ, بإرتفاع 61مترا, وإستمرت عملية
تطوير هذه الهياكل في القرن العشرين, ومن أمثلتها – حتى عام 1940 – مبنى
"وولورث" الذي يبلغ إرتفاعه 241مترا, ومبنى "الامبايرستينت" بإرتفاع
449مترا, وكلا المبنيين تم تشييده في مدينة "نيويورك". ويتضمن الهيكل
الإنشائي لكليهما, نقل الأحمال الهائلة إلى الأرض, لذلك يعد تصميم
الأساسات, أمرا بالغ الأهمية في عملية الإنشاء. ويقتصر إنشاء مثل هذه
الأبنية, على الأرض التي تكون طبيعتها من النوع الذي يتحمل أحمالا كبيرا,
مثل الأرض الصخرية, ومن النادر أن يرتفع مبنى في مدينة "لندن" عن 122مترا,
لعدم تحمل الأرض هناك لأثقال كبيرة.

وتتعرض الأبنية المرتفعة لأحمال جانبية, لذلك يعد ثباتها في مواجهة قوى
الرياح, إحدى المشاكل الإنشائية, التي يتعين دراستها بعناية, كما يعد
تصميم الوصلات بين الأعضاء الإنشائية, من الأمور الحساسة.
ويلاحظ أن المعايير التصميمية التي تتعلق بالثبات الإنشائي, وطول فترة
التحمل, ومقامة الحرائق, والحرائق, والتحكم في تلويث البيئة, والتكلفة,
أصبحت أكثر حدة وحسما. وقد أدت هذه المعايير", بالإضافة إلى الإنخفاض
المستمر في الموارد القومية, إلى الضغط بشدة على المهندسين, لمحاولة خفض
كميات المواد الإنشائية المطلوبة لعملية البناء, إذ تطلب ذلك بدوره,
استنباط أساليب تقنية للإنشاء والتحليل, أكثر دقة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد ساعد المناخ الإقتصادي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية, على إستخدام
الباطون, كما تطورت المواد المستخدمة لملء الهيكل الإنشائي للمباني
المرتفعة تطورا كبيرا. ثم إستحدث الهيكل الإنشائي ذو الطراز القلبي, الذي
يشبه هيئة الشجرة في إعتمادها على أعمدة رأسية داخل الأرض, وتحمل مجموعة
من النتوءات على شكل عوارض معلقة. ويبدأ إنشاء أي مبنى نمطي من الطراز
القلبي بتشييد الأساسات. وتستخدم قواعد الأعمدة في الأرض الضعيفة, لتوزيع
الحمل على مساحة كبيرة, تجنبا للإجهاد الزائد للتربة. تغطى قواعد الأعمدة
ببلاطة باطونية ضخمة, ينشأ فوقها القلب الباطوني. ويتم تركيب ونش برجي,
على قمة القلب, يستخدم لرفع العوارض الضخمة المعلقة. وتعلق الأربطة من هذه
العوارض, كي تدعم الأرضيات, التي يتم صبها أولا على مستوى الأرض, ثم ترفع
إلى أماكن من المنشأ. وتوجد عدة أمثلة من هذا التصميم, في لندن وغيرها من
المدن الأوروبية. ويستفاد حاليا إستفادة كبيرة من الأجزاء سابقة التصنيع
(التشكيل), وكذلك من مختلف الآليات التي يمكن أن تعمل في موقع العمل,
لإنشاء المباني, سواء منها المرتفعة أم المنخفضة. وتتوافر حاليا العناصر
الإنشائية القياسية, التي تصنع من الباطون, أو الخشب, أو الفولاذ, وتصلح
هذه العناصر لبناء المنازل والمدارس والمستشفيات والأبنية التي تضم
المكاتب والإدارات. وفي بعض الأحوال, يمكن إنجاز عملية التصنيع المسبق
لوحدات كاملة من المباني, متضمنة المقاصير والخدمات والمرافق, وتنقل هذه
الوحدات إلى موقع الإنشاء, فيستغرق تشييدها زمنا قصيرا, وتظهر ميزة ذلك في
الإنشاء تحت الظروف الجوفية السيئة.
وقد أدى الإحتياج المتزايد إلى الأبنية, إلى الضغط بشدة على صناعة البناء,
كي تحول عمليات الإنشاء, إلى نظام المكننة, الذي سمح بتقدم خط إنتاج عناصر
الإنشاء بسلاسة, حتى يصبح تشييد الوحدات الإنشائية الكاملة من هذه
العناصر, أمر طبيعيا.


أنماط المساكن القروية في بلادنا

بيت العائلة هو الأساس في القرية, فقد إعتز الفلاحون ببيوتهم وحاولوا
بناءها حسب إمكانياتهم المادية والبشرية, أما كل بناء آخر يخدم الفلاح فهو
ثانوي مؤقت ومسمي.
إن لموقع القرية أثرا في نوع البيت, إذ أن الجبل غني بالحجارة والتراب
والكلس والأشجار, فالصخر أساس البناء والحجر مادة خام للحيطان والريش
العقود والأنابيب, كما إن التراب الأبيض (الحوار) مادة لاصقة كانت في
متناول اليد وقريبة من القرى إلى جانب الأتونات التي أعطت ناتجها كلسا خلط
بمواد أخرى متواجدة كالرماد وقصر المل والحصى والدحانين, ثم هذه أشجار
الحرج تكبر سيقانها وجذوعها لتكون أخشابا تحمل الأسقفة المستوية. أما
القرى التي بنيت من الطين أو "السمكة" كما دعوها, وكانت المادة الخام
المسيطرة هي الطين المحلي مشويا أو غير مشوي, وكانت مساحة البيوت أقل لعدم
تواجد الخشب بنفس الوفرة في الجبل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إن المواد الخام التي كان يمكن معالجتها ساعة البناء قررت كثيرا في نمط
مسكن الفلاح, كما أن طبيعة عمله الزراعي وحاجته إلى مخازن لغلاله ومآو
لدواب عمله أثرت في شكل البيوت وإنماطها. فالحوش نتيجة طبيعية لظروف عاشها
الفلاح في بلادنا, ففيه بيت دوابه وخزن حطبه أو مواد وقوده وربى طيوره
الداجنة. وكان الحوش مطبخ المرأة ومكان خبزها وغسيلها كما كان المكان
المناسب لتربية النحل وغير ذلك من الوظائف, وهذا البيت ذو القناطر يستغل
كل سنتمتر مربع منه لخزن غلة أو ناتج والإيواء حيوانات العمل بالإضافة إلى
مسكن.

وللمناخ أثر في كون أسطحة بيوتنا مسطحة لا مائلة, وكل سطح مائل هو تقليد
لأسطحة البلاد الباردة التي يسقط فيها الثلج, ونحن قلما يسقط الثلج عندنا
أن إستثنينا الجبال التي لا يدوم فيها أن سقط ألا بضع أيام. وللمناخ أثر
في فتحات البيوت, إذ كان يجب أن تتسع نظر الحرارة الصيف التي تشهد أحيانا
ولعدم هبوط درجات الحرارة إلى حد يشبه الأصقاع الشمالية كأوروبا وكندا
مثلا, ومع ذلك فإن فتحات البيوت صغرت وقلت مساحتها نظرا لتأثير العادات
الإجتماعية العربية, ونظرا لتأثير الوضع الأمني غي المستقر منذ عصر
المماليك, ونظرا للأوضاع الإقتصادية التي عاشها فلاحو القرى وعدم تمكنهم
من دفع أثمان أبواب وشبابيك كبيرة ذات تكلفة عالية.

وقبل أن نتحدث عن أنماط البيوت الدائمة في القرى سنتحدث عن البيوت
الموسمية التي قضى فيها الفلاح أوقاتا لم تزد عن الشهرين على أكبر تقدير
ينظر مقثاته أو يرعى مواشيه "يربعها ويعزب بها حيث الكلأ ربيعا أو صيفا,
أو حيث كان يجب أن يساير الطقس فيزرع السهول في وقت مبكر عن الجبل أو
يحصدها لنضج غلالها مبكرة أيضا, نظرا للفروق في درجات الحرارة بين الجبل
والسهل.
كان على البيوت المؤقتة أن تؤوى ساكنيها لا إن تزودهم بوسائل الراحة, إذ
يكفي أن تكون أسطحتها غير دالفة شتاء أو أن تحمي ساكنيها من أشعة الشمس
صيفا, ولا أهمية لكل ما تبقى من مصاطب وشبابيك ومداخل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أوى الفلاحون والرعاة إلى المغاور أو "العرقان" حيث وجدت يوم عزبوا
للرعاية أو للحرث, وكان عليهم أن يضمنوا أنها خاليه من "الدم" أو "الديلم"
فحرقوها قبل أن يدخلوها وقاية لجلدها من لسع هذه الحشرة التي تتسبب في
ارتفاع حرارة المرء الملسوع الى 40 درجه مئوية مدة تطول إلى شهر. وكان على
"العراق" أن يكون واسعا يتسع لأعداد القطعان أو دواب العمل على حين نام
الفلاحون والرعاة عند باب المغارة ليحرسوا ليلا, وكان يفضل المعزبون أن
يكون للمغارة "فواح" واسع أيام الصيف حيث تنام الطروش في الخارج.

والمغاور مساكن لصيادي الأسماك في شواطئنا, إذ أنهم لجأوا إليها في سلاسل
الكركار على الشاطئ, وهي مساكن للرهبانات المختلفة, فهذا دير القرنطل قرب
أريحا يستغل مغاور الجبل التي طورها الرهبان لكي تكون مساكن لهم ومتعبداً,
ثم هذه هي مغاور النارى والكارست تستغل مشاغل لصنع الغرابيل في الناصرة
وغيرها.

وفي الصيف حيث يترك القرويون بيوتهم متوافدين إلى مزروعاتهم الصيفية
كالمقاثي والسمسم والذرة, تقام "الطيارات" أو "العرازيل" والخصص والعرش
مستغلة شجر الأرض ونباتها لها وأغطية. وهذا هو العرزال من طابقين, وهو
مقام على أعمدة وقطابات خشبية, ويستعمل الطابق السفلي للخزن والطبخ وكأنه
الحوش في البيت ثم هذا هو الطابق الثاني وقد رصت أرضيته بالأخشاب المغطاة
بالبلان والشيح وكل نبات آخر, وظللته نفس النباتات تحمي الحراس من الندى
ليلا وحرارة الشمس نهارا.

والعريشة من طابق واحد تقوم على أربع أعمدة تصل بيتها وتظللها الخلة
والحسك أو "المسواك", أما "خص" فهو ما غطى بالفل ويعتبر من أصغر البيوت
الحلقية وأقلها قيمة ولا تدخل عرش الدوالي في أحواش البيوت وفوق الأسطحة
في هذا النمط من البيوت الحقلية رغم كونها موسمية أيضا.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"والقصر" أو "المنظرة" من البيوت الصيفية, وهو حجري دائري الشكل بين كروم
العنب في الجبال وقد يكون من طابق واحد أو طابقين, وإذا كان من النوع
الثاني أعد الطابق الأول منه لخزن مؤونة المصطافين من طحين وماء ومواد
أخرى لخزن المقطوف من الثمر الى حين تصديره, أما الطابق العلوي مكان
للمراقبة ويغطى بالحصر أو أغصان الشجر.

وهنالك القصور المربعة والمستطيلة وهي أوسع مساحة.ومن يراقب سفوح الجبال
رام الله والقدس والخليل ير المدرجات الزراعية التي كستها الكروم والتي
تبرز القصور من بينها. ومنهم من يسمى القصر "بيت جدار" أو "بنية.
إن كل البيوت الموسمية عدا القصور تجدد سنويا في المواسم.

ولنعد إلى البيوت القروية السهلية, إذ يغلب على معظمها تسمية "خشة". إن
الطين المجبول بالتبن الناعم كمادة تماسك يسمى " وبلة" أو "سمكة" ويشكل
المادة الرئيسية في بناء الخشش, وقد يضاف إلى الحيطان بعض الحجارة الغشيمة
أن وجدت. إن حيطانا كهذه لا تقوى على حمل سقوف ثقيلة ولذا كان على الفلاح
أن يبني "صومعتين" إلى جانب الحائطين المتقابلين لترتكز "الحمارة" الخشبية
عليها, ثم يركب الخشب في الإتجاه المعاكس معتمدا عليها بشكل رئيسي, وبهذه
الطريقة إستطاع تقليل مدى الخشب من جهة وتوسيع البيت بعدة أشبار, وبلغت
أطوالها 4/4م في الغالب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وللخشش باب ضيق وقد لا يكون فيها شبابيك, إذ أنها لم تستغل كالبيت ذي
القناطر للخزن ومبيت للحيوان, إذ أفرد لها الحوش. إن بناء الخشش رخيص
التكاليف إستطاع أهل البيت بالتعاون مع الأقارب والجيران أن يقوموا بتجهيز
موادها وبنائها في أيام, فهي من طين في معظم أجزائها. والخشش الجديدة في
الحوش تحل مشكلة عائلة جديدة تتكون من قريب يلجأ إلى العائلة فتؤويه.
لم يزد إرتفاع الخشة عن إرتفاع قامة الرجل إلا قليلا فلا راوية ولا قناطر
ولا إصطبل فيها, وقد فتحت في الجدران تحت السقف مباشرة فتحات صغيرة
للتهوية,و كما أن النار إشتعلت في أرضيتها في فصل الشتاء إن لم يكن قد جهز
الكانون, فكان الدخان يملأها مما أدى إلى أسودد أخشاب سقفها نتيجة السناج.

أما البيت ذو القناطر فكثر في الجبال, لكن القرى السهلية لم تعدم بيوتا
كهذه رغم قلة عددها هناك. إن بناء بيت كهذا يحتاج إلى مواد خام مختلف,
وإلى تكاليف أعلى , فحفر الأساسات ضروري ولا بينى بيت دون دون الوصول إلى
أساس صخري وأن عمق أكثر من طول حبل جمل دك "بدبش وركة". لقد كان هم الفلاح
أن يبني بيته قويا ليصمد أمام عوامل الطبيعة كالزلازل والأمطار, ومنطقتنا
معرضة للهزات الأرضية إذ أنها تقع في منطقة ثني الألبي حديث السن.

والحيطان أما أن تكون كلينا أو "مصطفة", والكين الفقير ذي الإمكانيات
المالية الضعيفة, فلم يكن إستعمال الأسمنت قد إنتشر والكلس غال, وحائط
كهذا من"مالتين" خارجية وداخلية وبينهما ريش وطين, والمالة الخارجية
والداخلية من حجر غشيم ويسمى في بعض قرانا "المحيط أبودكتين وركة" أو
"ملبد", أما الزوايا فقد دقت لتبرز جمالا ما, ومالة الداخلية مرتبطة بِ
"البرانية" بحجارة طويلة تسمى "رباطات" وخاصة في الحيطان المعرضة للأمطار.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يصل سمك حائط الكلين إلى مترا أحيانا, وقد إستغل هذا السمك للخزن, فقد
أبقيت فيه طوابق وفتحات كانت النواة لخزائن الحائط اليوم. وكان على النساء
أن يملأن الفراغات بين الحجارة الغشيمة في المالتين وتسمى هذه العملية
"التتخيت". والقادرون على شراء الحجارة من الحجارين بنوا حيطان بيوتهم من
مالة واحدة كانت أقل سمكا من الكلين, إذ أن الحجارة "مقصبة" ومبنية مداميك
ذات إرتفاع لحجارة كل كدماك, وهذا النمط هو "المصفط".

وبعد بناء الحيطان ومعها يبدأ بناء القناطر. والقنطرة أما أن يبدأ بناؤها
من الأرض مباشرة أو أنها تبدأ من إرتفاع متر واحد, إذا أريد أن يكون السقف
عاليا والبيت "معرنسا" والقنطرة "معنقة" أي عالية. ويرتفع البيت ذو
القناطر أكثر من أي نمط آخر من البيوت, إذ تكون تهو يته أجود وحرارته الطف
صيفا وأكثر دفئا فىالشتاء.

والقنطرة أما أن تكون مفردة وهي بدون "عامود" في وسط البيت, إذ تصل من
الحائط إلى الحائط المقابل, أو مزدوجة إذ يبني حجران الواحد إلى جانب
الآخر لتكون عريضة تحمل وزن السقف مهما ثقل, و"الثلثية" هي ما كانت
القناطر قريبة من بعضها لتقصير مدى الخشب إذ يمكن بناء طابق ثان فوقها مثل
"العليات". أما القناطر التي تعتبر على أعمدة في وسط البيت فتسمى
"القلابة" وهي موجودة في البيوت ذات المدى الكبير إذ تقسم المسافة إلى
قسمين متساويين.
إذا كان مدى في هذه البيوت كبيرا قل صمود الخشب. وهو يتسع في حالة فقر
العائلة لئلا تزيد التكاليف في البناء قنطرة جديدة, فيكون البيت عريضا كما
أنه يتسع إرتفاع جذور الأشجار التي تنميها أحراج بلادنا.

يبدأ بناء القنطرة بعد أن يرتفع الفخذ بشكل مستقيم إلى إرتفاع متر, وما
كان تحت المصطبة غير ظاهر سمي "غزر", وعلى الأفخاذ تقام القناطر الرومية
والفارسية والخمسية, أما إذا إعتمدت القنطرة على "زفر" في الحائط فإنها
تبدأ مع "الطية مباشرة".
وهذه نسب بعض الإرتفاعات للبيت والفخذ:

إرتفاع البيت / إرتفاع الفخذ / عرض القنطرة
3 م / 80 سم / يزداد مع الإرتفاع
6 م / 200 سم / يزداد مع الإرتفاع

وإذا أريد ألا يحتل الفخذ مساحة كبيرة من البيت استعيض عنه بالأعمدة ,
وعندها يكون نمط القناطر "موتورا" , لأن البيت غير مرتفع في الحالة.

أما أنماط القناطر فهي:

1. 1. الفارسي : وهو ما كان البيت بموجبه عاليا جدا وواسعا جدا.
2. 2. الخُمْس : وقوس القنطرة معه حاد, وتقام على "عرقة" أو فخذ ليكون الشد عليه وليس على الحائط.
3. 3. نصف الخُمْس : وهو أقل من الخُمْس إرتفاعا.
4. 4. الخُمْس المخمد: وهو أقل من نصف الخمس.
5. 5. الرومي : وتبنى القناطر بموجبه إذا كان إرتفاعه أقل من سابقيه والسطح خفيفا والشد على الحيطان.
6. 6. المَوْتور : وهو في أقل البيوت إرتفاعا والشد أي الثقل على الحيطان أكثر.

وعندما يصمم البنَّاء النمط للقنطرة ويقوم بحساب "الجرجرة" يفصل الحجارة
القنطرية تبعا لقياس نصف محيط الدائرة التي تكوّنها القنطرة ليعرف عدد
الحجارة وهي على النحو التالي :

يقسّم نصف المحيط, أي طول القنطرة, على أعداد زوجية إن كان النمط فارسيا
أو خمسيا, وعلى أعداد فردية إن كان رومانيا أو متورا. فإذا فرضنا أن طول
القنطرة الفارسية النمط 16مترا "يجرجرها" البناء على 6, 8, أو 10 ويعرف
بذلك طول الحجر, وعندها يكون الغلق من حجرين تعلق بينها حديدة ليعلق فيها
حبل يحمل "الكبكة" أو "العلاقية" التي يحمل فوقها كل الطعام أريد حفظه
لساعات. أما إذا قسم طول المسافة على أعداد فردية, فالغلق حجر واحد مستدق
من أسفل مستعرض من أعلى لشيد باقي الحجارة من الجانبين.

ومع وضع الغلق تس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bounouara.forumalgerie.net/
kilwa
طالب(ة) فعال(ة)
طالب(ة) فعال(ة)
kilwa


ذكر
عدد المساهمات : 304
العمر : 34
الإختصاص الجامعي : علم المكتبات ومراكز المعلومات
مكان الإقامة : مدينة العلم والعلماء
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
السٌّمعَة : 1
نقاط : 5798

بناء المنازل عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بناء المنازل عبر التاريخ   بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالإثنين 27 ديسمبر 2010 - 23:22

مشكور الاخ حسان
بناء المنازل عبر التاريخ 730269 بناء المنازل عبر التاريخ 730269 بناء المنازل عبر التاريخ 730269
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد91
طالب (ة) مجتهد(ة)
طالب (ة) مجتهد(ة)
avatar


انثى
عدد المساهمات : 179
العمر : 29
الإختصاص الجامعي : طالبة
مكان الإقامة : المسيلة
تاريخ التسجيل : 01/03/2011
السٌّمعَة : 1
نقاط : 5184

بناء المنازل عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بناء المنازل عبر التاريخ   بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 14 مايو 2011 - 18:25

شكرا اخي على الموضوع الرائع والمهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zeyneb
طالب(ة) جديد(ة)
طالب(ة) جديد(ة)
zeyneb


انثى
عدد المساهمات : 1
العمر : 37
الإختصاص الجامعي : architecte
تاريخ التسجيل : 13/10/2012
السٌّمعَة : 1
نقاط : 4239

بناء المنازل عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بناء المنازل عبر التاريخ   بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 13 أكتوبر 2012 - 12:48

بناء المنازل عبر التاريخ 80261 بناء المنازل عبر التاريخ 80261 بناء المنازل عبر التاريخ 80261
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مرسال امين
طالب(ة) جديد(ة)
طالب(ة) جديد(ة)
مرسال امين


ذكر
عدد المساهمات : 1
العمر : 40
الإختصاص الجامعي : هندسة معمارية
تاريخ التسجيل : 26/04/2014
السٌّمعَة : 1
نقاط : 3679

بناء المنازل عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بناء المنازل عبر التاريخ   بناء المنازل عبر التاريخ Emptyالسبت 26 أبريل 2014 - 21:11

مشكور اخ حسان ومقالك اكثر من رائع ومفيد جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بناء المنازل عبر التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مقاولات مناقصات خطوات ومصطلحات بناء المنازل
» هذه بعض المنازل المشكلة باحجام صغيرة قمة الروعة
» ليلة ساخنة: الاحتلال يفشل في اقتحام غزة رغم قصف عشرات المنازل بالمدافع
» اول رواية في التاريخ
» أعظم بيت في التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. :: منتديات الهندسة والعلوم :: هندسة معمارية و مدنية-
انتقل الى: