hassane1984 .:: المدير التنفيذي ::.
عدد المساهمات : 6878 العمر : 40 الإختصاص الجامعي : مهندس معماري مكان الإقامة : قسنطينة تاريخ التسجيل : 02/01/2010 السٌّمعَة : 64 نقاط : 22128
| موضوع: عندما يستفيق فلاسفة الكرة.. الإثنين 17 سبتمبر 2012 - 16:19 | |
|
عندما يستفيق فلاسفة الكرة..
بقلم حفيظ دراجي
تعمدت التريث قبل التعليق على مباراة ليبيا الجزائر برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا حتى أقرأ وأستمع الى كل التعاليق والتحاليل التي أعقبت المباراة في الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية وأكتشف ذلك الإجحاف والتخلف والجهل الذي لا يزال يطبع الكثير من محللينا ومدربينا وبعض صحافيينا الذين أعطونا الانطباع بأن المنتخب خسر المباراة وأداءه كان رديئا وضعيفا، وهو إجحاف في حق المدرب واللاعبين الذين لعبوا في ظروف كانت صعبة تميزت بخشونة غير معهودة اعتمدها الليبيون وغيابات لبعض اللاعبين ونقص المنافسة لدى آخرين..
الفلاسفة والمنظرون قالوا بأن المنتخب فاز دون إقناع والأداء لم يكن في المستوى، ولا أدري عن أي مستوى يتحدثون؟ هل هو مستوى سابق كان عليه المنتخب أم المستوى العالمي؟ وهل منتخبنا هو منتخب إسبانيا حتى نتحدث عن الأداء الراقي والفوز العريض كل مرة؟ الفلاسفة قالوا أيضا بأن الليبيين سيطروا على المباراة في وقت لم تتح لهم سوى فرصة واحدة من كرة ثابتة وكانت لنا فرص عديدة للتهديف! وقالوا أيضا بأن الخيارات الفنية والتكتيكية كانت خاطئة ولكنهم لم يعطوا لنا البديل ولم يشرحوا لنا تفاصيل مجريات اللقاء وما حدث فيه!
لا أحد تحدث عن معطيات جديدة في منتخب يشهد تحولات وتغييرات بعد انسحاب يزيد منصوري، عنتر يحيى، نذير بلحاج وكريم مطمور، وإصابة مغني، وابتعاد حليش عن المنافسة، وتراجع مستوى غزال، والاستغناء المؤقت عن كريم زياني، وهو ما يعني بأن المدرب البوسني بصدد إعادة تكوين الفريق بهوية لعب وثقافة تكتيكية جديدة لا تتأثر بالغيابات، ورغم ذالك فإن النتائج المسجلة منذ سنة لم يسبق لها مثيل منذ سنين بسبع انتصارات وخسارة واحدة.
لا أحد تحدث عن غياب يبدة وبوڤرة ولموشية وإصابة كادامورو أثناء المباراة وتأثر قادير بعدم انضمامه الى مرسيليا، وبالمقابل تألق بلكالام وسوداني وسليماني، وانضمام تجار وسوڤار وحشود من المحليين وفغولي وكادامورو ومجاني من المحترفين، وهي كلها مؤشرات على معطيات جديدة في منتخبنا ستنعكس إيجابا على الأداء مع الوقت..
لا أحد تحدث عن نقص المنافسة لدى الكثير من لاعبينا المحليين والمحترفين مما انعكس سلبا على "الريتم" الفردي واللعب الجماعي، ولم ينتبه الكثير الى كرسي الاحتياط الذي صار يجلس عليه بودبوز وسوداني وجبور وحليش وحراس مرمى لا يختلف مستواهم عن الحارس الأساسي.
فوق كل هذا وذاك لا أحد تحدث عن مستوى منتخب ليبيا الذي لعب مباراة جيدة وتحسن مستواه كثيرا وتطور وهو الذي شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة وفاز على الكاميرون في تصفيات كأس العالم، ولعب المباراة مشحونا معنويا بمعطيات سياسية نعرفها كلنا واستعمل خشونة لم يتعود عليها لاعبونا..
كل الفلاسفة والمنظرين صاروا يشترطون الأداء الجيد وعدم الاكتفاء بالنتيجة بعدما كنا الى وقت قريب نحلم بالفوز والتأهل فقط ولا نقدر على تسجيل هدف واحد في المباراة، ولا نقدر حتى على تجسيد خمس تمريرات متتالية، وها هم يحاولون التشكيك في القدرات وإحباط المعنويات وإعطائنا دروسا فنية وتكتيكية لم يعملوا بها كمدربين ولم يقولوها في حينها كمحللين عندما كانت تقتضي الضرورة ذلك..
لن أبالغ من جهتي وأقول بأن المنتخب لعب أحسن مباراة له منذ زمان، ولكنه لم يكن سيئا وحقق الأهم في ظروف صعبة، والطاقم الفني واللاعبون يدركون بأنهم لم يبلغوا المستوى المطلوب، ولكن من دون أن ننقص من قيمة فوزهم وأدائهم البطولي وروحهم العالية وانضباطهم التكتيكي، وسيكون الحال أفضل عندما يعود حليش وبوزيد الى المنافسة، ويتماثل بوڤرة ويبدة للشفاء، وعندما يُستدعى كريم زياني مجددا ويلتحق بنا بلفوضيل، وقتها يُمكن الحكم على منتخب يتحسن أفضل من الكثير من المنتخبات وهو الأول عربيا والثاني قاريا حسب ترتيب الفيفا.. | |
|