هي تشبيه للطريقة التي يسقط فيها صف من حجار الدومينو الواحد تلو الآخر إلى أن لا يبقى حجر واحد واقفاً. وقد اشتهرت هذه النظرية بشكل خاص لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات وما زال البعض يرغبون في الدفاع عن قوة إقناعها اليوم. في هذا الرأي يكمن سبب انهيار الدومينويات في الشيوعية التي تتجاوز الحدود القومية والتي تميل، كما قيل، إلى التوسع عبر حدود الدول وتجتاح كل ما هو أمامها. بعد 1949 أخذ أنصار النظرية يتطلعون إلى جمهورية الصين الشعبية في هذا الصدد. وكان يُعتقد أن أفكار ومفاهيم الحرب الشعبية تنطبق إلى حد بعيد على أجزاء كثيرة من العالم الثالث. وكان الشيوعيون يروجون لهذا الرأي إلى حد ما لأنهم كانوا يؤكدون على مدى إمكان تصدير الخبرة والنموذج الثوريين للآخرين ومدى اكتساب الآخرين لهذه الخبرة، لا سيما حين تبدو البيئة أو الشروط "الموضوعية" تشجع على ذلك.
يستشهد عادة بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس آيزنهاور في 7 ابريل 1954 بوصفه واحداً من أقدم وأكثر التصريحات نفوذاً فيما يتصل بالنظرية، مع أن المعلقين من المملكة المتحدة رغبوا في الادعاء بأن أصولها تعود إلى المملكة المتحدة. غير أن مصدر النظرية أقل أهمية من أثرها اللاحق. وفي هذا الصدد ما من باحث مرموق يمكن أن ينكر بأن النظرية، كتعريف للوضع، هي من نتاج تصورات الولايات المتحدة عن الشيوعية بعد الحرب. إن ما قاله آيزنهاور في 1954 من حيث الجوهر هو أن ما يجري في الهند الصينية يؤثر في مستقبل الدول المجاورة. غير أن مفهوم "الجوار" فُسِّر على أنه يشمل جزءاً كبيراً من المنطقة، وبهذه الطريقة فقد تحدث عن "سلسلة أحداث" تربط الهند الصينية وبورما وتايلاند والملايو واندونيسيا. ثم وسّع آيزنهاور أفكار "أحجار الدومينو المتساقطة" لتشمل أمريكا الوسطى وما يدعى بجزر كويموي وماتسو اللاإقليمية.
كانت فيتنام، بخاصة، والهند الصينية بعامة، تحتلان مركز الصدارة في نظرية الدومينو. وتوجد معلومات موثقة كثيرة الآن تدل على أن كينيدي وجونسون كانا يؤمنان بالنظرية . بل إن وثائق، مثل أوراق البنتاغون، تدل على أن العديدين من أطقم الإدارتين كانوا يؤمنون بهذه النظرية. وكان الاستثناء اللافت والشيق هو وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) التي شككت بالنظرية في يونيو 1964 حين طلب منها جونسون تحديداً إعطاء رأيها بمدى جدواها.