بيل كلينتون

وليام
جيفرسون بلايث هو الاسم الحقيقي للرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي ولد في 19 أغسطس/
آب 1946 بولاية أركنساس الأمريكية وحصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الخارجية
من جامعة جورج تاون عام 1968، ومن ثم حصل على منحة للدراسة في جامعة أكسفورد،
والتحق بجامعة ييل لدراسة القانون عام 1973، ثم اشتغل بتدريس القانون في جامعة
أركنساس .

ترشح كلينتون لانتخابات مجلس ولاية أركنساس عام 1974 لكنه فشل، ثم انتخب نائباً عن
الولاية عام 1976، وحاكماً عاماً للولاية عام 1978 لفترة واحدة وفشل في الفترة
الثانية. ثم عاد ورشح نفسه مرة ثانية بعد ذلك بأربع سنوات ونجح هذه المرة واستمر
حاكماً للولاية حتى عام 1992.
في العام نفسه خاض حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشرسة وضد منافس شرس وهو
مرشح الحزب الجمهوري جورج بوش وفاز فيها كلينتون ليصبح الرئيس الثاني والأربعين
للولايات المتحدة الأمريكية.

خلال فترة رئاسة كلينتون وعلى المستوى الخارجي كانت أحداث العراق والبوسنة وكوسوفو
ومسيرة التسوية السلمية في الشرق الأوسط إضافة إلى العلاقات مع الصين والمكسيك
وكوبا من أهم القضايا الخارجية التي شهدتها السنوات الثمانية التي قضاها كلينتون في
البيت الأبيض.

وقد اتسعت في عهد كلينتون سياسة العقوبات التي مارستها وتمارسها أميركا ضد العديد
من الدول مثل أفغانستان والسودان والعراق وليبيا كما استمرت في عهده الغارات
الأميركية والبريطانية على العراق حيث تعرض العراق على يد إدارة الرئيس الأميركي
بيل كلينتون لثلاث حملات عسكرية كانت الأولى مع بداية تسلمه مقاليد الحكم في يناير/
كانون الثاني 1993، وبعدها جاءت الحملة الثانية عام 1996 قبيل الانتخابات الرئاسية
الأميركية التي فاز فيها بفترة ثانية أما الثالثة فكانت الأشد في عام 1998 والتي
عرفت باسم بعملية "ثعلب الصحراء" وهي التي أعقبت قيام النظام الصدامي بطرد المفتشين
الدوليين من أراضيه بعد اتهامهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة !

وكان كلينتون ذكياً في اختيار مواعيد ضرباته ضد العراق والسودان حيث أنه كان يتعذر
بعدم انصياع العراق لقرارات الأمم المتحدة والتي أعقبت حرب الخليج الثانية عام 1991
وكذلك السودان الذي ضرب فيها مصنعاً للأدوية بحجة أنها تحاول صنع مواد كيماوية
بينما كان حقيقة يحاول إشغال الرأي الأمريكي عن فضائحه وسقطاته !

عرف بيل كلينتون بتحيزه الكبير لإسرائيل ومارس ضغوطاً على الفلسطينيين والعرب لقبول
الاستمرار في عملية السلام حيث كان كلينتون يتابع شخصياً تطورات الموقف بين
الفلسطينيين والإسرائيليين، وحضر مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد لإدانة العمل العسكري
الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية المعارضة للمنظمة واتفاق أوسلو، ورعى مؤتمري واي
ريفر عام 1998 وكامب ديفد عام 2000 ولذلك عرف بأنه كان شريكاً رئيسياً في عملية
السلام إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين مع الرئيس الفلسطيني ياسر
عرفات واللذين حصلا على جائزة نوبل السلام ومات الأول مقتولاً ومات الثاني مريضاً
وسط أجواء غير طبيعية .
ارتبط اسم الرئيس الأمريكي ( بيل كلينتون ) بفضيحة علاقته مع المتدربة في البيت
الأبيض ( مونيكا لوينسكي ) التي اتهمته بالتحرش الجنسي نحوها وبأنه كون علاقة جنسية
معها وقال كلينتون حينها أمام القاضي : " ما فعلته مع مونيكا لوينسكي كان غبيا ولا
أخلاقيا. وقد انتابني بسببه إحساس عميق بالعار، وقد أردت دائما أن أخفي ذلك " !!
ولذلك أذلت قضية مونيكا لوينسكي الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إذلالاًُ عظيماً عندما
حوكم على شاشات التلفزيون على مرأى ومسمع من العالم اجمع وهذا ما لم يحصل أبدا في
تاريخ السياسة الأميركية ولكنه استطاع أن ينجو منها ويكمل فترته الرئاسية في
النهاية فقد قام بتغيير أنظار العالم بضرب السودان والعراق !!
ولم تكن فضيحة مونيكا لوينسكي هي الوحيدة في سجله التاريخي الحافل فقبل ذلك أي في
عام (1991) اشتكت عليه امرأة أمام المحاكمة بتهمة التحرش بها جنسياً وملاحقتها هذه
المرأة هي باولا جونز الموظفة في ولاية اركنساس حيث كان يعمل كحاكم للولاية ولم
تنته القصة بينه وبينها إلا عام (1999) عندما اضطر إلى تقديم تعويضات لها تقدر بـ
(850000) دولار.
ومن حظ الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وجود امرأة عظيمة إلى جواره وهي زوجته هيلاري
كلينتون والتي وقفت إلى جانبه في أحلك الظروف وحتى وهي تسمع وترى وتشاهد خيانته
التي اعترف بها أمام العالم وهذا جعله يقول في زوجته : ( لقد أحببت دائماً زوجتي،
ولكن ليس بشكل جيد دائماً ، وأعترف لها دائما بالشجاعة للقيام بالعمل معي ، لقد كنا
أفضل صديقين في العالم وأتمنى أن نستطيع إنقاذ زواجنا) وقد كانت هيلاري ذات شخصية
جميلة ومحبوبة من الشعب الأمريكي واهتم الأمريكيون كثيراً بذوقها في اختيار الملابس
وأدوارها الإنسانية وإنجازاتها الاجتماعية .
وقد حصل كلينتون على لقب أسوأ رئيس أمريكي خلقاً بعد أن حكم عليه 58 مؤرخًا
أمريكيًا شهيرًا بمناسبة يوم الرئاسة الأمريكي، والذي أعدته وبثته قناة C-Span ذات
الاهتمام بشؤون الرئاسة- بأنه الأسوأ في سلطاته الأخلاقية، حيث جاء ترتيبه في آخر
قائمة الزعماء الأمريكيين التي ضمت 41 رئيسًا، هم جميع الرؤساء الأمريكيين، وقد
علَّل المؤرخون الذين لعبوا دور القضاة في هذه المناسبة حكمهم القاسي على الزعيم
الشابّ بعدة قضايا، من بينها فضيحته مع متدربة البيت الأبيض الأمريكي السابقة
مونيكا لوينسكي، وموقفه من مسائل إنسانية في البلقان وإفريقيا وفلسطين وغيرها من
المناطق التي تتعرَّض فيها حقوق الإنسان لانتهاكات صارخة !

أجرى بيل كلينتون عملية جراحية في قلبه وقام منها بنجاح وهو الآن يلف العالم كسفير
غير رسمي للولايات المتحدة الأمريكية ممارساً مهنته السابقة كمحاضر في الجامعات
ويقوم بأدوار إنسانية كثيرة مثل محاربة الإيدز ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية
ومازال يحلم بأن يكون أول أمين عام ( أمريكي ) في الأمم المتحدة .