إسمه
الثوري "سي الطيب الوطني"، ولد في 23 جوان 1919 بالمسيلة في وسط عائلي جد
فقير، دخل المدارس القرآنية ثم المدارس العمومية بمسقط رأسه ولكنه تركها
في سن مبكرة نظرا لحالته الصحية الصعبة (أصيب بمرض السل) وحالة عائلته
الصعبة وهذا ما أضطره للخروج من مسيلة مسقط رأسه بحثا عن العمل، وليستقر
بمدينة جيجل حيث تحصل على عمل وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، بعدها شغل
منصبا بقباضة البلدية برج بوعرريج لأنه متحصل على شهادة المالية.
أدى
الخدمة العسكرية الإجبارية وعند عودته إنظم إلى حزب الشعب- حركة إنتصار
للحريات الديمقراطية 1939 -وبهذا بدأ أول نضاله السياسي الذي توج
بمسؤوليته الجهوية عن حزب الشعب الجزائري بسطيف سنة 1947 عن حزب الشعب
الجزائري وهذا بعد أن برع في مسؤولية المحلية ببرج بوعريرج.
أصبح
عضوا في المنظمة السرية عرف بإسم (سي صادق) ثم بإسم (سي الطيب) كمسؤول عن
منطقة قسنطينة، وبعد حل المنظمة في 1950 حاكمته السلطات الفرنسية غيابيا ب
10 سنوات سجن. بعدها بثلاث سنوات (1953) تقلد منصب مسؤول فيدرالية فرنسا
وظهرت فعالية الرجل من خلال معارضته لسياسة مصالي الحاج وتجاوزه للخلافات
الحادة بين المصاليين والمركزيين بإسهامه سنة 1954 في ميلاد اللجنة
الثورية للوحدة والعمل، كان منسقا للقيادة التاريخية، لجنة (6)، كما إلتحق
بعدها بالوفد الخارجي للثورة الجزائرية (1858-1960) شارك بتاريخ: 12 جوان
1954 في تأسيس " حزب جبهة التحرير الوطني" و عمل على إقناع المركزيين
بضرورة الإسراع في إندلاع الثورة في تاريخها، كان من القياديين الأوائل
ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، عمل كنسق وطني فمسؤول عن منطقة الغرب
الجزائري مكلف بالإشراف على تنظيم وتمويل الثورة والتنسيق مع الولايات
بعدها شغل منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية (1958-1960).
22
أكتوبر 1956، إعتقل في حادثة إختطاف الطائرة المغربية المتوجهة بوفد قادة
الثورة إلى تونس لحضور أشغال المؤتمر المغاربي للسلام ، ليفرج عنه بعد وقف
إطلاق النار (مارس 1962)، بعدها كان الإنتماء إلى الحكومة المؤقتة كوزير
دولة ثم نائب ثان لرئيس المجلس في الحكومة المؤقتة(أوت 1961) وفي جويلية
1962. شغل منصب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني .
حاول
إنهاء النزاع بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان، لكن بعد فشله قدم
إستقالته، عارض ديكتاتورية الحزب الواحد. وندد بالإنحراف وسياسة الإضطهاد
الممارس ضد المعارضة، وفي سبتمبر 1962، إنسحب من منصبه بالمكتب السياسي
لينشىء (حزب الثورة الإشتراكية) في 20 سبتمبر 1962 في ظروف إستثنائية.
إعتقل بعدها بجسر حيدرة بالجزائر العاصمة في (21 جوان 1963) وسجن لمدة 03
أشهر في أقصى الجنوب وبعد الإفراج عنه فضل المنفى الاختياري بالمغرب أين
واصل نشاطه المعارض من خلال تشكيله في 1964 للجنة الوطنية للدفاع عن
الثورة واستمر إلى غاية وفاة الرئيس هواري بومدين ديسمبر 1978، بعدها حل
حزبه وهنا نذكر أنه، خلال السنوات التي قضاها بوضياف في منفاه الإختياري
رفض كل العروض التي قدمت له من قبل رفاق السلام الذين تعاقبوا على الحكم
حتى أن بومدين عرض عليه العودة إلى الجزائر لكنه رفض.
*********
الشهيد بن عبد المالك رمضان
[size=16][center][size=21]ولد
الشهيد بن عبد المالك رمضان يوم 20 مارس 1928 بمدينة قسنطينة،. دخل
المدرسة وحصل على الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وهذا بمؤسسة أراقو
(جمعية السلام فيما بعد)، ليتابع دراسته إلى غاية نهاية المرحلة المتوسطة.
ويتحول بعدها إلى التجارة. دخل الشهيد ميدان العمل السياسي في سن مبكرة
جدا، إذ انخرط في صفوف حركة أحباب البيان والحرية سنة 1945، كما أن مجازر
الثامن من ماي بالشرق الجزائري جعلته يقتنع بحتمية الكفاح المسلح. لينضم
سنة 1946 إلى حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية. وعند تأسيس المنظمة
السرية في فيفري 1947 كان الشهيد من بين أعضائها ومن العناصر التي تولت
منصب المسؤولية في الشرق الجزائري.
غير أن
نشاطه الواسع كان كفيلا بإثارة أعين العدو وخدامه، إذ تم إعتقاله عام 1952
مرتين فأودع السجن لكنه تمكن في كلا المرتين من الفرار، إحداهما من سجن
سوق أهراس، والثانية من عيون بوزيان. في سنة 1952 دائما، ونتيجة لوشاية من
طرف أحد الخونة، كادت شرطة العدو السرية أن تلقي عليه القبض رفقة جمع من
رفقائه، لكنه تمكن من الإفلات منهم، والإختفاء عن الأنظار لمدة من الوقت.
غير أن الإستعمار وفي 29 أكتوبر من نفس السنة يتمكن فعلا من إلقاء القبض
على مجموعة من المناضلين، واستطاع الجلادون بعد أن أذاقوهم ألوانا من
التعذيب الوحشي أن ينتزعوا منهم معلومات مكنت الشرطة من اكتشاف أماكن
التدريب ومخازن الأسلحة، فقبض إثرها على البعض وفر البعض الآخر هاربا،
وكان الشهيد بن عبد المالمك رمضان من بينهم.
وفي
4 نوفمبر 1954، سقط البطل على مذبح الحرية إثر وشاية في منطقة سيدي العربي
بولاية مستغانم بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو. وبذلك يكون أول
شهيد سقط فداء للوطن والحرية. يذكر أن الشهيد يعتبر عضوا في مجموعة ال22،
شارك في اجتماع جويلية الشهير، وساهم في الإعداد لإندلاع الثورة. إضافة
إلى قيامه بعدة عمليات في نفس الإطار.
*********
بن عودة بن مصطفى.
ولد بن عودة بن مصطفى بعنابة في 27 سبتمبر 1925.
في
11 مارس 1937 رفع بن عودة فيها العلم الوطني في مظاهرة بمناسبة تأسيس حزب
الشعب الجزائري، ردا على حل نجم شمال إفريقيا في أواخر جانفي من نفس السنة.
وفي
الفترة ما بين 1936-1937 ومع ظهور الحركة الكشفية انخرط في فوج "المنى"،
أصبح يعمل في هذا الحزب بسرية إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مناضلين لأول
مرة في سنة 1944. وأصدر عليه الحكم بالسجن مدة عامين و60 ألف فرنك فرنسي
كغرامة وخمس سنوات كمنع للإقامة
وفور خروجهم من
السجن استدعاهم الحزب لاستئناف النشاط النضالي إلى أن انعقد مؤتمر الحزب
في منتصف فيفري لإنشاء المنظمة الخاصة واتصل ببن عودة المدعو عمار
"الجيلالي بالحاج" وأطلعه على تأسيس المنظمة والأهداف التي ترمي إليها ،
كما أخبره بأنه وقع عليه الاختيار ليكون مسؤولا على التنظيم عن قطاع عنابة
وضواحيها. وكان مسؤوله المباشر هو "حسن بن زعيم" الذي عين على رأس ناحية
عنابة كلها ..هكذا واصل نضاله إلى أن قبض عليه للمرة الثانية سنة 1950 إثر
عملية تبسة،
.سجن مدة 13 شهرا في السجن
الكبير بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951 أين تمت عملية الهروب مع رفقاء
آخرين من بينهم عبد الباقي بخوش وسليمان بركات رفقة زيغود يوسف الذي أسر
بنفس التهمة في 21 أفريل وتمت هذه العملية بواسطة صنع مفاتيح لأبواب السجن
وهذا انطلاقا من مهارة زيغود يوسف الذي كان يتقن حرفة النجارة والحدادة.
انضم
إلى "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" بجانب زيغود يوسف وديدوش مراد والتي
تكونت نتيجة الأزمة التي كانت تعاني منها حزب الشعب - حركة إنتصارالحريات
الديموقراطية ولكن بمجرد ظهور مؤشرات فشلها، سعى كل من ديدوش مراد- زيغود
يوسف- مصطفى بن عودة إلى المشاركة في بلورة فكرة اندلاع الثورة حيث كان بن
عودة من بين الذين شاركوا في اجتماع ال22 إضافة إلى هذه المشاركة ساهم في
كتابة بيان أول نوفمبر، واستعان في هذه العملية بمناضلين من المنظمة
السرية.
وبعد اندلاع ثورة أول نوفمبر اجتمع
زيغود يوسف وبن طوبال وبن عودة لتقييم الوضع خاصة بعد استشهاد عدد من
المجاهدين على رأسهم باجي مختار، ديدوش مراد واعتقال آخرين، ومن أجل إعادة
الإطمئنان إلى نفوس المجاهدين وتشجيعهم لمواصلة الكفاح المسلح وربط الثورة
بالشعب قام هؤلاء بعدة كمائن ضد القوات الإستعمارية وعدة هجومات كهجوم 20
أوت 1955 الذي كان له صدى كبيرا في الأوساط الفرنسية وفئات الشعب
الجزائري. تواصلت نشاطات سي عمار إلى أن شارك في مؤتمر الصومام 20 أوت
1956 الذي يعد حسب رأيه بمثابة بيان أول نوفمبر ثان.
واصل سي عمار نشاطاته النضالية في لبنان حيث كان له علاقات مع الطلبة ومناضلي مكتب جبهة التحرير الوطني في لبنان.
بعد
أن قضى سي عمار الثلاثة أشهر في لبنان عاد إلى تونس وأصبح مسؤولا عن
التسليح والإتصالات العامة ثم شارك مع الوفد الثاني لاتفاقيات إيفيان وعين
كممثل لجيش التحرير الوطني.
عاد إلى الجزائر في
مارس 1962 برفقة بومدين وبعدها كلف بمهة إلى باريس كملحق عسكري. بعد
الإستقلال تقلد منصب ملحق عسكري في القاهرة، باريس ثم تونس، وبعدها سفيرا
في ليبيا سنة 1979.
ومنذ المؤتمر الرابع لحزب
جبهة التحرير الوطني شغل منصب رئيس لجنة الإنضباط بالحزب وأخيرا منصب رئيس
مجلس الإستحقاق الوطني أثناء فترة الرئيس الشاذلي بن جديد.]سليمان(لخضر) بن طوبال