في غزة.. الحصار يحرِّك العقول فتخرج الإبداعات لتبهر العالم

"سنظل
في غزة نفكِّر ونبدع ونطوِّر"

بينما كان
الاحتلال الصهيوني يشدِّد حصاره الخانق على قطاع غزة منذ أعوام، كانت عقول
الغزيين المحاصَرين لا تعرف الاستسلام ولا الهزيمة، فأخذت تفكر بجديةٍ
وبحنكةٍ لتصنع من الصبرِ المعجزاتِ، وتحوِّل المحنةَ إلى منحةٍ.. هكذا أهل
القطاع؛ فقدوا كل شيء، لكنهم حوَّلوا مثل "الحاجة أم الاختراع" إلى حقيقة
تراها الأعين، فكانت إبداعاتهم تخرج للنور لتبهر العالم، وتقول إن الحصار
مهما اشتد لا يمكن أن يهزم إرادة شعب، أو أن يكسر عزيمته.


يتعمَّد
الاحتلال الصهيوني إذلال الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، ولكن حدة هذا
الإذلال زادت مع اختيار الشعب الفلسطيني الأمناء من أبناء شعبه وانتخابه
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ فقد أطبقت دولة الاحتلال منذ ذاك الوقت
حصارًا خانقًا على القطاع؛ منعت فيه إدخال أساسيات حياة القطاع من أدويةٍ
ووقودٍ وموادَّ غذائيةٍ وغيرها الكثير إلا من بعض السلع التموينية الناقصة.
اشتد الحصار بمنع الاحتلال إمداد
قطاع غزة بالوقود اللازم، فتوقفت سيارات غزة، وزادت حلكة سواد ليلها، إلا
أن الفلسطينيين أضاؤوا الشموع ليقولوا للعالم إن غزة ستبقى مضيئة، وإن
الحياة فيها لن تتوقف أبدًا.


إلا أن مهندسي
غزة يفكرون ويبدعون.. المهندسان الغزيان فايز عنان ووسيم الخزندار كانا
لهما سبق الإبداع بفكرةٍ جديدةٍ، وهي تحويل سيارة تستهلك الوقود إلى
استهلاك للكهرباء.




المهندس وسيم
الخزندار قال لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن بذرة فكرته بدأت مع أزمة
المواصلات التي خلقتها أزمة الوقود الخانقة بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود
للقطاع، مؤكدًا أنه عمل من خلاله خبرته في البطاريات والشواحن على عمل
توصيلات كبيرة من البطاريات والكابلات وجمعها بخبرته الكبيرة –فهو صاحب
أكبر محل لبيع البطاريات والشواحن في غزة– واستبدلها بمحرك الديزل في
السيارة. وأوضح الخزندار
أنه عمل على تركيب جهاز للتحكم وتجهيزه، ومعرفة سرعة السيارة، ومدة الشحن،
وقدرة السيارة على السير. ويأمل المهندس
الفلسطيني أن يلاقيَ دعمًا لفكرته، وأن يعمل على تطويرها، مبينًا أن عملية
التحويل بهذا الشكل مكلفةً؛ حيث لا تقل عن ثلاثة آلاف دولار.


وقال الخزندار:
"إن الاحتلال الصهيوني يفرض علينا حصارًا ظالمًا يشل من خلاله حركتنا،
ويمنعنا من الحياة، لكننا لن نخضع له، وسنفكِّر ونبدع ونطوِّر من كل شيء
لنصل إلى مرحلة متقدمة من التطور". وأشار إلى أن
فكرة السيارة الكهربائية يتم الآن تطبيقها على السيارات الصغيرة، مؤكدًا أن
فكرة تطويرها جاريةٌ لتطبيقها على الشاحنات والسيارات الكبيرة.
وأوضح
أن السيارة بمولد الكهرباء تعمل بشكلٍ جيدٍ كما لو أنها تسير بقوة الوقود،
وهي صديقة للطبيعة أيضًا، ولا تخلف أي عوادمٍ على الإطلاق. وقال الخزندار:
"إن زميله المهندس فايز عنان ساعده بفكرة التحكم بالنظام الإلكتروني
الكهربائي؛ حيث عمل على مساعدته في تركيب اللوحات الإلكترونية وتجميعها،
وقد ركبنا مولد "آي سي 3 فاز"، وهو فكرة جديدة متطورة أيضًا، ويعمل
ببطاريات وأجهزة "أنفيرتر".