الفصل الرابع : تقييم المداخل الثلاث
المبحث الأول : المدخل النظامي ( دافيد إيستون ) :
يقدم المدخل النظامي عدد من المميزات لعلم السياسة و من
أهم هذه المميزات :
1)- أنه عام بدرجة يمكن إدخال عدد كبير من المتغيرات عند
تفسير المخرجات و القرارات السياسية .
2)- إيستون لم يحدد بدقة كافية العناصر و العلاقات
الموجودة داخل النظام السياسي فإنه ( النظام السياسي ) قد يشير إلى أية هيئة ,
حكومة , ديمقراطية , أوستقراطية , إتحادية أو موحدة , برلمانية أو رئاسية , ذلك
لأن إيستون وضع مفاهيمه الأساسية لهذه العلاقات على أعلى درجة من التجديد و
العمومية , و أصبح من الممكن تطبيقها على عدد أكبر من المجتمعات و النظم السياسية
.
* هذه العناصر أوجدت نقاط ضعف أساسية
و أدت إلى توجيه النقد لهذا المدخل و من عدة جوانب :
1- إن وضع المفاهيم الأساسية لهذا
المدخل على درجة عالية من التجريد و العمومية , أدى إلى أنه من الصعب إيجاد
تعريفات محددة لهذه المفاهيم و أدى إلى عدم إمكانية اختيار الفرضيات الأساسية التي
يقدمها المدخل .
=< إيستون يقول أنه إذا لم تتم مواجهة الضغوط على النظام السياسي و
الناتجة عن المطالب ستؤدي إلى انهيار ذلك النظام .
2- إن اهتمام إيستون ببقاء و
ديمومة النظام السياسي جعلته يغفل جانب الأهداف الإجتماعية و الإقتصادية و
السياسية للنظام , أي كيفية توزيع القيم في المجتمع . فتحليل إيستون يركز أساسا
على المساهمة التي يمكن أن يقدمها الأفراد في أدوارهم المختلفة نحو نحو بقاء
النظام و استمراريته , و يعتبر أن الصراع و الخلاف يمثلان تهديدا لديمومة و
استمرارية النظام السياسي .
- رغم هذه العيوب فإن حقيقة أساسية
و هامة تفرض نفسها و هي أن المدخل النظامي وجّه انتباه المجال السياسي إلى
العلاقات المتشابكة و المعقدة بين الحياة السياسية و النظام الإجتماعي العام .
المبحث الثاني :
المدخل الوظيفي ( غابريال ألموند ) :
1)- ألموند لم يبين لماذا أو كيف
تم اختيار هذه الوظائف بالذات على أنها الوظائف الأساسية التي يجب أن يقوم بها
النظام السياسي لكي لاينهار . و لم يوضح ما إذا كان وجود هذه الوظائف ضروريا و
كافيا لديمومة النظام السياسي أم أنها ضرورية و لكنها غير كافية .
2)- إن فرضية ألموند الأساسية قد
ضيعت بطريقة أصبح من غيرالممكن اختبارها عمليا لإثبات عدم وجودها ينفيها فمثلا
قوله أنه يحب أداء بعض الوظائف الضرورية لكي لا ينهار النظام , عندما نقوم بدراسة
نظام معين فهذا يعني أنه موجود و أنه هناك تقوم بأداء مختلف الوظائف الموجود .
المبحث الثالث :
مدخل الإتصالات ( كارل داتش ) :
هذا المدخل ينظر للنظام السياسي
على أنه منظمة أو مجموعة من المنظمات الذي يعتمد على المعلومات . حول بيئتها في
عملية اتخاذ القرار ثم يقوم بتعديل قراراته وفقا للمعلومات و ذلك عن طريق عملية
الإسترجاع.
1)- يقر أنصار هذا مدخل الإتصالات
بصفة عامة بأن هذا المدخل يركز فقط على أحد أبعاد و جوانب النظام السياسي .
2)- لهذا النظام قدرة على إيجاد
فرضيات و تعميمات و تفسيرات للنظام السياسي و يتوقف ذلك إلى حد كبير على قدرته على
قياس الإتصالات , و تسمح بتطوير فرضيات مفيدة تربط بين متغيرات النظام السياسي .
و من الواضح فإن المناقشة تدور في
حلقة مفرغة و لا يمكن اخضاعها للتمحيص و البحث العالمي .
المشكلة الأساسية التي تواجه كلا
النظامين هي عدم وجود تعريفات عملية و إجرائية محددة واضحة للمفاهيم الأساسية مثل
: ديمومة , بقاء , استمرارية النظام السياسي .