مصطلح يستخدم في تحليل الرأي العام ويشير إلى ما يسمى "جمهور الشعب" ويسعى لإقامة صلات بين المواقف والنزعات بين الجمهور وصانعي القرار. وقد ورد هذا المصطلح بالأصل في المؤلف القيم لآرنولد (Arnold) (1966) حول الموضوع. ويتضمن معنى "mood" (المزاج) بوضوح مجموعة عامة وغير دقيقة نوعاً ما للنزعات. ويمكن، بالطبع، إيضاح ذلك من خلال أساليب مثل استطلاعات الرأي، فقد تخبرنا عن المزاج السائد حول قضية معينة. لكنها لا توضح كيف تولدت تلك الآراء ولا يمكنها وصف العلاقة التي قد تكون قائمة، إن وجدت على الإطلاق، بين الرأي والسياسة.
لقد أصبح الكُتاب الذين يتناولون موضوع الرأي العام، لا سيما من خلال المقاربة الاجتماعية العلمية، متمرسين جراء حقيقة أنه لا يبدو أن أكثرية الأفراد الراشدين، حتى في الأنظمة الديمقراطية، لديهم آراء ثابتة أو متماسكة أو متنورة حول السياسة الخارجية أو السياسة الدولية أو العالمية. فالنسبة المئوية بشأن قضية ما تتفاوت بكل وضوح، لكن هولستي (Holsti) يتحدث عن نسبة "70 بالمائة أو أكثر". ويتحدث روزناو (Rosenau) (1961 a) عن تفاوت التقديرات من 75 بالمائة إلى 90 بالمائة. لذا فإنه يبدو، من منطلق كمي صرف، أن نظرية المزاج تنطبق على أكثرية كبيرة جداً من السكان.
ومن الأمثلة على "أمزجة" الجمهور المتصلة بالقضايا والتي يستشهد بها في معظم الأحيان: ما كان يبدو من موقف الناس في المملكة المتحدة الذين "ضاقوا ذرعاً بالحرب" بعد الحرب العالمية الأولى، وما دعي بـ "عقلية ماجينو" في فرنسا في فترة ما بين الحربين، ودافع الانعزالية في الولايات المتحدة بعد وودرو ويلسون، وتعاطف "الأقارب والأنسباء" المزعوم مع البيض الروديسيين الذي أبداه المواطنون في المملكة المتحدة بعد إعلان الاستقلال من طرف واحد عام 1965، وعنصر الفوكلند في 1982، ومتلازمة فيتنام في الولايات المتحدة، إلى ما هنالك. يبدو مزاج الجمهور في هذه الأمثلة تقطيراً للتجارب التاريخية قريبة العهد، لا سيما تلك التي تعتبر نصراً قومياً أو مأساة قومية، إضافة إلى مفهوم انطباعي نوعاً ما عن التوجهات الأساسية والأهداف طويلة الأجل للدولة. فالمزاج يطرح حدوداً متساهلة قد يتردد صانعو القرار في تجاوزها، على المدى القصير على الأقل.
من الواضح أن نظرية المزاج تعني أن عضوية جمهور الشعب لا تعني أن الناس سلبيون كلياً إزاء عمليات صنع القرار. كما تقود نظرية المزاج إلى الرفض المؤقت للرأي، الذي يحبّذه كثير من الواقعيين، بأن رأي جمهور الشعب حول هذه القضايا مسالم بالأصل. ومع أن معظم الأمثلة الواردة أعلاه توحي على ما قد يبدو بأن جمهور الشعب غير مولع بالقتال – باستثناء حالة الفوكلند – فإنه لا ينبغي الخلوص إلى هذا الاستنتاج. وتوحي نظرية المزاج بأن التفكير المبتكر بشأن السياسة الخارجية والبيئة الخارجية لن يأتي من جمهور الشعب. وهذا حشو وتكرار لا معنى له, لأنه من مضمون فكرة "الجمهور" خلافاً للجماهير الواعية. ومع ذلك يجدر تكرار أن نظرية المزاج تفاعلية وليست ابتكارية. ويبدو أنه يمكن الاستنتاج بأن جمهور الشعب يميل إلى تفضيل الوضع الراهن
وبالتالي فهو متخلف عن صانعي القرار خطوة واحدة حين يتعلق الأمر بالموافقة على تغييرات في الأهداف والتوجهات السياسية لدولة ما.