KID ::. إداري سابق .::
عدد المساهمات : 861 العمر : 34 مكان الإقامة : تاريخ التسجيل : 12/10/2008 السٌّمعَة : 21 نقاط : 8527
| موضوع: الأحزاب الإسلامية في الجزائر الأربعاء 26 مايو 2010 - 16:07 | |
| جميعنا يجمع على أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر منتشرة و لها وزنها السياسي في العملية السياسية و بدأت بوادر هذه الحركات و الأحزاب الإسلامية منذ مدة طويلة حيث كانت جمعية علماء المسلمين خير مثال على هذا حيث كانت هذه الجمعية تقوم بدور إصلاحي من مخلفات الاستعمار الذي حاول طمس الهوية الوطنية للجزائريين من إسلام و عروبة و لم يكن لها دور سياسي كبير فهي كانت تهتم بنشر الدين الإسلامي و القضاء على الجهل و الأمية. و مع فترة الحزب الواحد كانت الأحزاب و الحركات الإسلامية تعمل في الخفاء يعني مختفية عن الساحة السياسية و كانت أيضا تقوم بدور إرشادي تثقيفي,و استمر الحال على ما هو عليه حتى جاء تعديل دستور 1989 الذي أقلب الموازين السياسية في الجزائر حيث تعددت الأحزاب و الحركات و انفتحت الجزائر على التعددية في الأحزاب و الإعلام و الحرية الفكرية, التي تعد من نتاج التحول الديمقراطي التي مرت عليه الجزائر. فظهرت الأحزاب و الحركات الإسلامية للوجود و كانت من أهم هذه الأحزاب و الحركات: - الجبهة الإسلامية للإنقاذ - حركة مجتمع الإسلام(قبل تعديل الاسم) - حركة النهضة و كانت هذه الأحزاب و الحركات من أهم القوى الإسلامية آنذاك حيث حاولت أن تفرض وجودها بين الأحزاب الأخرى المنافسة لها و ذلك بتبني برنامج سياسي متميز لكسب الرأي العام. و فعلا نجحت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في كسب الشعب و ذلك من خلال تصويت معظم الشعب في الانتخابات البلدية و فازت فوزا ساحق في الانتخابات و من قيادييها:الشيخ:عباس مدني و علي بلحاج . لو بحثنا في هذا الفوز يمكن أن ندرس احتمالين: الاحتمال الأول: ينص على أن فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات ما هو إلا انتقام الشعب من جبهة التحرير الوطني و سياستها المنتهجة آنذاك. الاحتمال الثاني: و هو البرنامج الذي أتت به الجبهة الذي يعبر عن المواطن الجزائري البسيط و صبغته الإسلامية و هذا ما جعل معظم المواطنين يتأثرون بالتعاليم و النصوص الدينية التي كانت تغلب على برنامج الجبهة. و لكن فوز الجبهة لم يدم حيث شعرت المؤسسة العسكرية بالخطر الإسلامي التعصبي الذي يتداركها و هذا ما جعلها توقف المسار الانتخابي و معه بدأت الأزمة في الجزائر .
عدل سابقا من قبل KID في الأربعاء 26 مايو 2010 - 16:11 عدل 2 مرات | |
|
KID ::. إداري سابق .::
عدد المساهمات : 861 العمر : 34 مكان الإقامة : تاريخ التسجيل : 12/10/2008 السٌّمعَة : 21 نقاط : 8527
| موضوع: رد: الأحزاب الإسلامية في الجزائر الأربعاء 26 مايو 2010 - 16:08 | |
| إن التعصب الذي كان في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ جعل من حلها مسألة بسيطة لأنها لم تعتمد على الحوار مع السلطة . ثاني حركة إسلامية سياسية جاءت مع التعديل الدستوري و التعددية حركة مجتمع الإسلام هي حركة إسلامية سياسية أسسها الشيخ محفوظ نحناح و كانت تهدف للمشاركة السياسة بتعاليم إسلامية متسامحة. صفة التسامح و الحوار كانت تغلب على حركة مجتمع الإسلام على عكس سابقتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت متعصبة في أرائها بصفة كبيرة جدا. جاءت حركة مجتمع الإسلام كغيرها من الحركات الإسلامية الأخرى ببرنامج تغلب عليه الصبغة الإسلامية أكثر من أي شيء أخر و لكنها في نفس الوقت كانت تدعو للحوار بينها و بين الأطراف الأخرى المتمثلة في الأحزاب المنافسة و النظام السياسي و كان الشيخ محفوظ نحناح خير مثال يضرب به عن الرحل السياسي و الداعية و الدبلوماسي الذي استطاع أن يفرض مبادئ حركته في فترة وجيزة. بعد الأزمة التي حدثت في الجزائر و حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ فرض النظام السياسي آنذاك على الأحزاب أن يحذفوا أو يبدلوا كل كلمة في تسمية أحزابهم لها علاقة بالإسلام فما كان من الشيخ سوى استبدال كلمة الإسلام بالسلم و في سياقه فالسلم يدل على الإسلام. أما ثالث حركة أتحدث عنها هي حركة النهضة جاءت مع مجيء الأحزاب الأخرى أسسها عبد الله جاب الله تشبه مبادئها كثيرا مبادئ الجبهة الإسلامية للإنقاذ و حركة مجتمع السلم فهم جميعا يهدفون إلى إقامة دولة تتبع الشريعة الإسلامية في كل الميادين. تعتبر حركة النهضة من الحركات التي استطاعت أن تفرض وجودها و لكن بصورة قليلة عن الأحزاب و الحركات الأخرى . هذه بصفة مختصرة أهم الأحزاب الإسلامية التي جاءت مع التعددية الحزبية و لكن الإشكالية التي يمكن طرحها هنا: * هل الأحزاب الإسلامية في الجزائر في ظل الديمقراطية تحظى بثقل سياسي؟ أم أنها مجرد لعبة في أيدي النظام السياسي يسيرها لحسابه؟ كان مصير الجبهة الإسلامية للإنقاذ الحل و حظر النشاط السياسي لقادتها و هذا طبعا لعدم توافق مبادئ الجبهة مع النظام السياسي الجزائري آنذاك لذا تم حذرها و إلى الأبد. أما بالنسبة لحركة مجتمع السلم أكملت نشاطها السياسي و أستعمل ذكاء و فطنة مسيريها في البقاء في الساحة السياسية و تحدي الأحزاب العريقة في الجزائر و هذا بفضل دهاء الشيخ محفوظ نحناح السياسي . أما حركة النهضة قلم تصمد كثيرا حيث لم تستطع تحدي الأحزاب الكبرى و بقيت كحركة صغيرة في اللعبة السياسية. و مع موت الشيخ محفوظ نحناح انقلبت الموازين السياسية بالنسبة للحركات الإسلامية فمن كان يظن أن حزب إسلامي يتحالف مع حزب علماني و حزب النظام في بوتقة واحدة هدفها خدمة النظام و فقط يعني هل حركة مجتمع السلم تخلت عن مبادئها من اجل المصالح؟ أستطيع أن أجيب بنعم لان الانشقاق الذي حدث داخل الحركة سببه المصالح الشخصية و فقط و نتج عن الانشقاق ظهور حركة الدعوة و التغيير . إذن التحالف الذي حدث ما هو إلا شراء للذمم و النفوس من اجل المصالح و الانشقاق الذي حدث هو كذلك خدمة للمصالح و فقط. و ما يمكن استنتاجه أن خدمة المصالح باسم الدين الإسلامي هو كارثةعظمى و هؤلاء الذين يستخدمون الدين لقضاء مصالحهم لا يعون خطورة الأمر . و نقول أن الأحزاب و الحركات الإسلامية أصبحت لعبة تشد بالخيط من طرف السلطة و لا تقم بأي دور سوى خدمة مصالحها الخاصة و حتى و لو كان هذا باستعمال الدين. | |
|