عالمية العهد لنوحu في التوراة
مصطفى إنشاصي
مازال حديثنا موصولاً عن القدس والأقصى في ذكرى محاولة اليهود إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1968. في المقالة الماضية تحدثنا عن حقيقة وجوهر الصراع وأبعاده، والهوية الحقيقية لـ "الأمة البارة" التي ذكرتها نبوءات كتب اليهود والنصارى، وأوضحنا من خلال تفسيرات علماء اللاهوت النصارى، أنها تنطبق على الأمة الإسلامية في آخر الزمان، أو في كل مرحلة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني تنتهي لا بسيادة اليهود ولكن بسيادة أمة العدل والقسط "الأمة الإسلامية"، وفي مقالتنا هذه سنتحدث عن عالمية العهد في التوراة، ونوضح السبب الذي جعل البعض من النصارى يختلف على حقيقة هوية الأمة الموعودة بالسيادة العالمية.هناك حقيقة حاضرة غائبة في أذهاننا وخطابنا الديني والسياسي والفكري؛ عند حديثنا عن مخططات اليهود لهدم المسجد الأقصى، بزعم أنه قائم مكان (هيكلهم) المزعوم، الذي لا بد من إعادة بنائه وإعادة العرش إليه، كرمز لسيادة اليهود العالمية، وهي: أن القضية ليست قضية (الهيكل) في حد ذاته؛ ولكنها مسألة السيادة العالمية لليهود على العالم أجمع! وهذه الحقيقة لها علاقة بمنهجية التوراة في تعاطيها مع تاريخ الجنس البشري وتاريخ فلسطين خاصة، من حيث أن تاريخ الجنس البشري عندهم يبدأ من بعد الطوفان، واختيار إلههم "يهوه" سام بن نوح وذريته واختصاصهم بالبركة والسيادة العالمية من دون بقية أبناء سيدنا نوح وذريتهم، واختيار إبراهيم u من نسل سام بن نوح من دون بقية نسله ليمنحه الحق في الأرض من النيل إلى الفرات، واختيار إسحاق وذريته من ذرية إبراهيم دون أخاه إسماعيل وذريته، واختيار يعقوب (إسرائيل) وذريته "بني إسرائيل" من ذرية إسحاق دون أخاه عيسو وذريته، ليكونوا (الشعب المختار) الموعود بالسيادة العالمية، واختيار فلسطين من دون كل بقاع الأرض لتكون مركزاً لتلك السيادة.إذن هناك علاقة وثيقة بين وعد إله اليهود "يهوه" لمن تزعم التوراة المحرفة أنه (سام بن نوح) وذريته بالسيادة العالمية، وبين وعده لإبراهيم وبني إسرائيل من ذريته تحديداً بالأرض من النيل إلى الفرات. كانت البداية عهداً أقامه الله بينه وبين نوح وبنيه بعد الطوفان، الذي حدث نتيجة غضب الرب على بني الإنسان لارتكابهم الآثام والشرور، فأغرقهم ما عدا نوحu وزوجاته وبنيه ساماً وحاماً ويافث وزوجاتهم، وهم فقط الذين ركبوا معه في السفينة من قومه، ويتوافق ذلك العهد في كثير من مضامينه مع مضامين النبوءات العالمية للوعد الذي قطعه الله لجميع أنبياء بني إسرائيل. "8وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعهُ قَائِلاً: "9هَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، 10وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ: الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ جَمِيعِ الْخَارِجِينَ مِنَ الْفُلْكِ حَتَّى كُلُّ حَيَوَانِ الأَرْضِ. 11أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ". 12وَقَالَ اللهُ: "هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: 13وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، 15أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ. 16فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقًا أَبَدِيًّا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ". 17وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: "هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ". 18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ.(سِفر التكوين:9). وقد لخص (أندريه نهر) مضمون ذلك العهد الإلهي العالمي الذي قطعه الله لنوح وبنيه وجميع المخلوقات الحية على وجه الأرض، والوعد لإبراهيم وأنبياء بني إسرائيل بأنه لكل الأمم: "إن النوحية (أي عهد الرب لنوح) هي التي تبين أن الأنبياء فسروا بعض أحداث التاريخ بلغة مشتركة بين إسرائيل وسائر الشعوب فلم تكن هناك هجرة واحدة (هي خروج بني إسرائيل من مصر) بل سلسلة من الهجرات حركها نفس الرب. فهو ـ لكي يتم نفس الوعد الذي أعطاه لنفس الأب (إبراهيم) ـ جلب الآراميين من أور والمؤابيين والعمونيين من وادي عربة، والأدوميين والأمالسيين والمديانيين من الصحراء، والفلسطينيين من كريت لكي يرمي بهم جميعاً على شواطئ (كنعان)، من الأرض الموعدة للجد، مؤمناً لكلٍ أرضه ضامناً لكلٍ حدوده، وهو حكم في المنازعات، وشاهد على كل ما يفعله الناس، وقاضٍ في مشكلاتهم. ولعلنا نتساءل إذا ما كانت المنطقة السورية ـ الفلسطينية تحت أعين الأنبياء، بحسبانها جزء من الأرض، يمكن أن تكون مرجعاً ونموذجاً للعالم كله، ذلك أن المشكلات الأخلاقية والدينية التي واجهتها الإنسانية كان ينبغي أن تُستشعر وتُعالج على مستوى الإنسانية بأكملها. فإذا هي تُستشعر وتُعالج من هذا المجال الصغير التي تكفي نظرة واحدة، مجرد نظرة لاستيعابه، وإن كانت ظروفه السياسية وموقعه المتوسط بين الإمبراطوريتين الكبريين مصر وبابل قد خولته تنوعاً متميزاً في البنية والأحداث.وأيا كان الأمر. فنحن إذا طبقنا على هذه الشعوب لغة التاريخ أو بالأحرى لغة المصير التاريخي المشترك، مصير الهجرة ـ وقد طبق الأنبياء عليها أيضاً لغة العهد، بتبعاته الأخلاقية ـ فإن الشعوب مسئولة أمام الرب تماماً كشعب إسرائيل فهم أيضاً أبناء الرب، وعبيد الرب"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].ولكن كتبة التوراة أدركوا الخطأ في عالمية العهد لنوح وبنيه فسارعوا لتصحيحه، وبدأ التصحيح بلعن (كنعان بن حام) ومباركة (سام بن نوح) وذريته من بعده، فاختلقوا قصة ذات مضامين وأبعاد سياسية ليحرموا بها الشعوب الأخرى وخاصة أهل فلسطين من حقهم في عالمية العهد، واختزاله فيمن زعموا أنه (سام بن نوح) من بين أبناء نوح الثلاثة: "20وَابْتَدَأَ نُوحٌ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، 25فَقَالَ: "مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ". 26وَقَالَ: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ". (سِفر التكوين 9/20ـ27).ولا أحد يعلم ما علاقة الابن الذي لم يولد بعد بذنب أبيه؟! لذلك يعلق الدكتور (جورجي كنعان) على تلك القصة المختلقة بأن اليهود: "ومنذ عملوا في سفر تكوينهم على ربط نسبهم بالأب الأول عملوا في الوقت ذاته على حشو اتجاهاتهم السياسية والقومية في تاريخهم الديني، وضمنوه نزعاتهم العنصرية وميولهم العدوانية، نحو كافة الأمم والشعوب فنوح يلعن باسم "يهوه"، أب (الكنعانيين) ويبارك أب اليهود، وغالباً ما تمثلت اتجاهاتهم السياسية في إضفاء البركة على أب ووصم الآخر بلعنه. وكان تفسيرهم للبركة أو اللعنة أنها أبدية تلحق ذريته إلى آخر الدهر". ألم يكن الله يعلم أن (حام) سيفعل فعلته تلك فيكون الأجدر به أن يستثني (كنعان) من البركة أو (حام) ونسله، بدلاً من التراجع أو ينتظر حتى يفعل (حام) فعلته فيبوء ابنه المسكين (كنعان) باللعنة هو ونسله قبل أن يولد، ولكن هذا الكلام ليس كلام الرب بل كلام الكتبة الفريسيين الذين كانوا يدركون خطأهم متأخرين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. الوعد لإبراهيم u عاماً ومشروطاً
يستند اليهود في زعمهم بالحق في الأرض من الفرات إلى النيل إلى مجموعة من نصوص التوراة المحرفة، منها: "وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك. وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبدياً وأكون إلههم". (سِفر التكوين:1/7-8). وقول الرب: "وقال الرب لإبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فاجعلك أمه عظيمة وأباركك فأعظم اسمك وتكون بركة وأباركك ولأعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض... فأتوا إلى أرض كنعان... وظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض). (الإصحاح 12/1-7). وكذلك: (قال له أنا الرب الذي أحرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها). وفي (الإصحاح 15/18-21): "... في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً: لنسلك أُعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات. القينيين والفنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين". (الإصحاح 15/7).علماً أن جميع الوُعُود التي قطعها الرب مع إبراهيم وذريته جاءت مشروطة بحفظ العهد والختان: "9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: (وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ". (سِفر التكوين: 17). كما أن الوعد لموسىu أيضاً كان مشروطاً ويستوجب ولاء الشعب واستقامة الفرد والجماعة وطاعة الرب والعدل والصلاح في كل الأجيال، وإذا لم يلتزم الشعب بذلك فإن مصيراً رهيباً ينتظره. فقد جاء سِفر التثنية كله تحذير ووعيد من الرب لموسى وبني إسرائيل إذا لم يحفظوا شريعته وينفذوا أوامره ووصاياه: 14لاَ تَسِيرُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الأُمَمِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، 15لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ إِلهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلاَّ يَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ إِلهِكُمْ عَلَيْكُمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. 16لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كَمَا جَرَّبْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ. 17احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. 18وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالْحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ، وَتَدْخُلَ وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ 19أَنْ يَنْفِيَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ. كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ. (التثنية: الإصحاح 6).وفي مواضع كثيرة من السِفر يُذكرهم بنعمه وبركاته عليهم، ويحذرهم من معصيته والحرص على العمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أمرهم بها، وإلا فإن جميع اللعنات ستحل بهم وتلازمهم إلى الأبد، وسيشتتهم بين جميع الأمم من أقصى الأرض إلى أقصاها: "15وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ". وتلك اللعنات لا تنحصر بزمن معين ولكنها تكون أبدية كما هي عادة الكتبة: "45وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. 46فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ". (التثنية: الإصحاح 28).قبلية الإله والوعد في التوراة
إلا أنه كما بدأ تاريخ البشرية في التوراة بنوح u وبنيه وبالطوفان وبحصر العهد الإلهي لنوح وبنيه بالسيادة العالمية في ذرية (سام بن نوح) من دون إخوته، فإن الوعد لإبراهيمu بدأ به وبذريته وانتهى بحصره ببني إسرائيل واختيارهم (شعب الله المختار) من دون كل ذرية إبراهيم! فمنهجية التوراة العرقية العنصرية والقبلية اختزلت بُعدهما العالمي في البُعد العرقي القبلي، وقصرتهما على بني إسرائيل فقط، واليهود بعد ذلك. وإذا أردنا التحديد أكثر نقول: وجعل مركز تلك السيادة هو بيت المقدس، ورمزيتها هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء (الهيكل الثالث)، ووضع عرش ملك اليهود الذي هو من نسل داوود، ليكون رمزاً لسيادة اليهود العالمية.كما أن الوعد لسيدنا إبراهيم u بشروطه أعطى له قبل أن يرزق بأيٍ من ابنيه إسماعيل أو إسحاق، وأنه عندما رزق بإسماعيل u أعاد الله تأكيد وعده لإبراهيم وذريته، وأن إبراهيم قد نفذ أمر الله بالختان مباشرة على نفسه وعلى ابنه إسماعيل: "25وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ.26فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ". (التكوين: 17). وهكذا فعهد الختان كان مرتبطاً بإسماعيل وليس إسحاق الذي لم يكن وُلِدَ بعد.إلا أن كتبة التوراة تداركوا خطأهم وسارعوا إلى تصحيحه بحرمان إسماعيل من الإرث وحصره في إسحاق وذريته فقط، وتبشير إبراهيم بأن زوجه سارة ستنجب له والد، وسيقيم (الرب) عهده معه: "18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ِللهِ: (لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!).19فَقَالَ اللهُ: (بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِه)". (التكوين:17). وقد زعم كتبة التوراة أن السبب في حرمان إسماعيل من الحق في تركة أبيه بأن ابن الجارية لا يرث مع ابن الحرة: "9وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: (اطْرُدْ هذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ هذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ)". (التكوين:21). وفي موضع آخر زعموا أن جميع أبناء إبراهيم من غير سارة أن الرب باركهم وأعطاهم عطايا في الدنيا وحرمهم من ورثته: "5وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. 6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ". (التكوين:25/5ـ6). كما زعموا أن إسحاق هو ابن إبراهيم الوحيد، علماً أنهم اعترفوا بإسماعيل أنه الابن الأكبر لإبراهيم: "1وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: (يَا إِبْرَاهِيمُ!). فَقَالَ: (هأَنَذَا). 2فَقَالَ: (خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ)". (التكوين:21). ويعودوا للتأكيد على أن إسحاق فقط الذي يرث على الرغم من أنه لم يولد بعد: "21وَلكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الآتِيَةِ". (التكوين:17).ومما يكشف كذب كتبة التوراة على الله زعمهم على لسان: "15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: (بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي)". (التكوين:21). والواقع اليوم يكذب ذلك، فيهود العالم اليوم لا يزيد عددهم في أقصى الأرقام المبالغ فيها عن عشرين مليون نسمة، في حين أن العرب من ذرية إسماعيل يربون على الثلاث مائة مليون نسمة، أما المسلمون أتباع محمد r حفيد إسماعيل الوريث الشرعي لتركة إبراهيم وجميع الأنبياء والرسل الروحية، يقارب أتباعه نحو مليار ونصف المليار نسمة. فمن الذبيح من أبناء إبراهيم u في هذه الحال، إسماعيل أم إسحاق الذي لا يمكن أن نحصي من ذريته عشرات أو مئات إن وجدوا؟! لأن يهود العصر ليسوا من ذرية إسحاق وابنه يعقوب (إسرائيل) ولكن نسبة 92% منهم خزريون تهودوا في القرن الثامن الميلادي؟! ويؤكد صحة ذلك التوراة نفسها: "20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً". وللعلم لم ينتهِ الحرمان واللعن في التوراة لابن على حساب آخر عند إسماعيل، ولكنه استمر إلى أن اختزل في يعقوب وذريته فقط، وذلك عندما اختلق كتبة التوراة قصة تآمر الأم (رفقة) زوجة إسحاق ضد ابنها الأكبر (عيسو) وحرمانه من مباركة أبيه، وجعلت المباركة للابن الأصغر يعقوب (إسرائيل). علماً أنه حسب منهجية التوراة الابن الأكبر هو الذي يرث ويُمنح العطاء والبركة. والقصة في (الإصحاح 27 من سِفر التكوين): "1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ" وطلب منه أن يصطاد له ويصنع له طعام ليباركه قبل وفاته. "5وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِه". وقد سمعت رفقة ذلك فأخبرت يعقوب بذلك، وأمرته أن يصنع لأبيه الطعام الذي يُحب، ثم يقدمه له ليباركه بدل عيسو. "11فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «(هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً). 13فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: (لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي). فسمع لها وتمضي القصة بخيال غير منطقي، وصنعت له الطعام: "15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: (يَا أَبِي). (أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ). 21فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: (تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟). 22فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: (الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو). 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ. وَقَالَ: (28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ). وعندما عاد عيسو من البرية واصطاد لأبيه وصنع الطعام الذي يحب وقدمه له، اكتشفا الحيلة التي صنعتها والدته (رفقة): "34فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لأَبِيهِ: (بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي). 35فَقَالَ: (قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ). وهكذا انتزع يعقوب الحق في البركة والورثة من أخيه الأكبر عيسو!. وبالعودة إلى التوراة المحرفة لمعرفة إن كان بني إسرائيل واليهود من بعدهم قد أوفوا بشروط الوعد والعهد لإبراهيم وموسى وبقية أنبيائهم عليهم جميعاً السلام، والتزموا بتنفيذ وصايا (الرب) وفرائضه، وعبادته وحده وعدم عبادة آله الأقوام الأخرى والسجود لها...إلخ أم لا؟ فأنه يتبين لنا أنه لا بني إسرائيل ولا أحد من اليهود بعدهم قد التزم بشيء من ذلك. لذلك كان غضب (الرب) على بني إسرائيل غضباً شديداً، وأن ذلك الغضب لم يكن مرتبط بمرحلة تاريخية بعينها، نذكر بعضاً منها كنماذج لذلك الغضب والحرمان من الورثة:* "12لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. 13وَأَمُدُّ عَلَى أُورُشَلِيمَ خَيْطَ السَّامِرَةِ وَمِطْمَارَ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ كَمَا يَمْسَحُ وَاحِدٌ الصَّحْنَ. يَمْسَحُهُ وَيَقْلِبُهُ عَلَى وَجْهِهِ. 14وَأَرْفُضُ بَقِيَّةَ مِيرَاثِي، وَأَدْفَعُهُمْ إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَكُونُونَ غَنِيمَةً وَنَهْبًا لِجَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ، 15لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَصَارُوا يُغِيظُونَنِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ آبَاؤُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ". (سفر الملوك الثاني:21).* 16هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي قَرَأَهُ مَلِكُ يَهُوذَا، 17مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَوْقَدُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى لِكَيْ يُغِيظُونِي بِكُلِّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ، فَيَشْتَعِلُ غَضَبِي عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَلاَ يَنْطَفِئُ." (سفر الملوك الثاني أيضاً الإصحاح 22).* "16وَصَارَ مُرْشِدُو هذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ، وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ. 17لأَجْلِ ذلِكَ لاَ يَفْرَحُ السَّيِّدُ بِفِتْيَانِهِ، وَلاَ يَرْحَمُ يَتَامَاهُ وَأَرَامِلَهُ، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ وَفَاعِلُ شَرّ. وَكُلُّ فَمٍ مُتَكَلِّمٌ بِالْحَمَاقَةِ. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ!". (سفر إشعيا: الإصحاح/9).* "2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ، وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ، وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ... 6خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي، وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ، وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعْوَجَّةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَمًا." (سفر إشعيا: الإصحاح/59)وصدق الله العظيم القائل: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأعراف:167 ).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رجاء جارودي، مرجع سابق، ص 152.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إننا ننزه أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام عما اتهمهم به كتبة التوراة إلا أننا مضرين لسرد القصة كما جاءت في التوراة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جورجي كنعان "دكتور"، وثيقة الصهيونية في العهد القديم، الطبعة الأولى، ص 27.[/b]