.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
بســـمِ آلله الرحمآن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
نتـمنى لكـــ قضـآء ـأوقـآت ممتــعه و مفيده معنـآ
ـإستمـتع برفقتنـآ وـاستفيد من مواضيعنا وأفيد
في منتدـآنـآ ـالرـآئع و ـالمتألق
منتـديـآت ♥️ طلبة جامعة منتوري قسنطينة ♥️
شكـرـآ لـزيـآرتنـآ
وشكرا لاشتراكك معنا....
اضغط على التسجيل اذا كنت / ي غير مسجل/ة
و على دخول اذا كنت عضو/ة
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
بســـمِ آلله الرحمآن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
نتـمنى لكـــ قضـآء ـأوقـآت ممتــعه و مفيده معنـآ
ـإستمـتع برفقتنـآ وـاستفيد من مواضيعنا وأفيد
في منتدـآنـآ ـالرـآئع و ـالمتألق
منتـديـآت ♥️ طلبة جامعة منتوري قسنطينة ♥️
شكـرـآ لـزيـآرتنـآ
وشكرا لاشتراكك معنا....
اضغط على التسجيل اذا كنت / ي غير مسجل/ة
و على دخول اذا كنت عضو/ة
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:.

منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة - الجزائر
منتدى الطلبة الجزائريين و العرب

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
ساعــة المنتدى
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» T.P du électricité السنة أولى بالغة العربية
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالإثنين 14 يناير 2019 - 0:15 من طرف boufris

» 232 مذكرة اختصاص مالية نقود و بنوك
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالأحد 16 ديسمبر 2018 - 23:03 من طرف Amona la

» التلوث البيئي واثره على التنمية السياحية والغطاء النباتي
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018 - 11:52 من طرف Yass

» الاعمال التطبيقية كهرباء RC
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالإثنين 2 أكتوبر 2017 - 17:27 من طرف gaetan

» النسخة الاخيرهـ من إنترنت داونلود مانجر IDM 6.3 Beta 10
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2017 - 17:22 من طرف gaetan

» تأسّف
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 15 أبريل 2017 - 12:40 من طرف hassane1984

» مرحبا انا جديدة معكم
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالإثنين 20 مارس 2017 - 12:29 من طرف hassane1984

» اريد مساعدة منكم اذا ممكن
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالإثنين 20 مارس 2017 - 12:21 من طرف hassane1984

» أطفال حلبَ الضائعون
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالأربعاء 5 أكتوبر 2016 - 13:34 من طرف hassane1984

» المكتبة الرقمية
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 17 سبتمبر 2016 - 11:42 من طرف hassane1984

» الهيئات المشاركة في صنع السياسة الخارجية
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 17 سبتمبر 2016 - 11:02 من طرف hassane1984

» عاجل
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 4 يونيو 2016 - 1:37 من طرف cha_chou

» ممكن طلب مساعدة في موضوع : التقييم في مصالح الأرشيف لزميلة في معي في جامعة وهران
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالسبت 21 مايو 2016 - 12:01 من طرف yosra31

» بحث حول المجتمع المدني
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 0:17 من طرف ناصر الحق محي الدين

» بحث حول الديمقراطية
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالثلاثاء 16 فبراير 2016 - 15:28 من طرف chinwi04

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
hassane1984 - 6878
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
وائل فلسطين - 3767
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
الخنساء - 2815
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
Ninjaa1 - 2415
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
الجزائر اسمي - 2385
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
Kenza Dk - 1948
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
القناص - 1781
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
lilia-labesta - 1423
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
ميسم - 1355
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
imene hanena - 1271
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_rcapمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_voting_barمركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  I_vote_lcap 
مركز لرفع الملفات و الصور على الأنترنت
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Qmar15.com-dca0201ef0
nwail
ساعــة المنتدى

 

 مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى إنشاصي
طالب(ة) جديد(ة)
طالب(ة) جديد(ة)
مصطفى إنشاصي


ذكر
عدد المساهمات : 10
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 24/07/2010
السٌّمعَة : 1
نقاط : 5064

مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Empty
مُساهمةموضوع: مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)    مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)  Emptyالأحد 8 أغسطس 2010 - 12:17


مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)
مصطفى إنشاصي


في الوقت الذي نجلس فيه متفرجين على مخططات التهويد وتغيير معالم مدينة بيت المقدس التاريخية والأثرية والجغرافية، وطمس وتزييف هويتها الدينية والثقافية، وتغيير معالم الواقع وإزالة كل ما يؤكد حقيقتها العربية التاريخية وهويتها الإسلامية، التي تقوم بتنفيذها حكومات العدو الصهيوني ضد المدينة وتحت/في ساحات المسجد الأقصى الذي شارف على الانهيار والسقوط، لإعادة بناء ما يزعمون أنه (الهيكل الثالث) ليكون رمزاً للسيادة العالمية اليهودية، والأمة عاجزة عن فعل شيء يمنع أو يحد من تلك السياسات الإجرامية الصهيونية بحق المدينة ومعالمها الدينية الإسلامية والنصرانية.

وفي الوقت الذي زال فيه أي اختلاف جوهري وحقيقي وفعلي وعملي على الأرض أو في الممارسة في البرامج بين دعاة التفاوض المباشر بعد غير المباشر بغطاء عربي رسمي، وبين دعاة المقاومة ورمي اليهود في البحر ـ عفواً لم يَعُد هناك أحد يريد رمي اليهود في البحر ولكن الجميع ينشد رضاهم وقبوله الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ـ بالكلام، والشعارات الطاحنة من نوع (الانتقام المزلزل والرد المدمر...) على عمليات التصفية والاغتيال لقادة المقاومة وعناصرها، وليعذرني الشهداء من عامة الشعب فهم للأسف لا عزاء لهم لدى الساسةـ التي لا نرى منها أي نوع من أنواع الدقيق الذي يمكن أن يشكل غذاءً ووقوداً حقيقياً يمكن أن تتزود منه الأمة في تحريك مشروعها الحضاري ليواجه المشروع الحضاري اليهودي ـ الغربي، وفي بعث وتنشيط عوامل وحدتها ونهضتها ومقاومتها ورفضها لكل أشكال الهيمنة اليهودية ـ الغربية، فكل البرامج أذعنت واستسلمت إما علناً أو سراً، وتركت أهلنا في القدس يواجهون مصيرهم وحدهم، والأقصى له رب يحميه، واختزلت القضية في رام الله في شخص الرئيس والصراع على خلافته، وفي غزة في فك الحصار وجعله القضية المركزية للأمة!.

وفي الوقت الذي نحن ـ ككتاب ومثقفين ـ نعلن فيه أيضاً عجزنا عن فعل أي شيء عملي، ونفتقد لأي فعل مؤثر يمكن أن يقلب المعادلة أو يُغير الواقع ويكسر جموده وسكونه! إلا أن اعترافنا بعجزنا يجب ألا يُقعدنا عن المحاولة لفعل شيء وأقله الكلمة الواعية المسئولة، التي تُلقي الضوء على ما خفي من حقيقة العقيدة الصهيونية وأبعاد مخططاتها وسياساتها ضد مدينة بيت المقدس والمسجد الأقصى، على أمل أن تفعل تلك الكلمة والمعلومة فعلها الإيجابي في نشر الوعي وتحريك الأمة في الوقت المناسب! فقد كانت الكلمة فيما مضى مع قلة وسائل الإعلام وأدوات توصيلها لأكبر عدد من القراء مقارنة بالوقت الحاضر، تحرك الأمة أو قطاعات واسعة منها في لحظة ما، وكانت كفيلة بإفشال كثير من المؤامرات التي تستهدفها!.

لذلك إيماناً منا بقيمة الكلمة وأهمية القراءة التي هي أول كلمة نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم "اقرأ"، سنحاول تعريف أبناء الأمة الغيورين والحريصين على القراءة والمعرفة بحقيقة ما ينتظر القدس والأقصى في حال بقيت الأمة صامتة عن التحرك للدفاع عن حقوقها وحمايتهما، ظناً من البعض أن المفاوضات التي بدأت منذ نحو عشرون عاماً (1991) في مدريد قد تنتهي بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها شرق القدس، أو ظناً من البعض الآخر المخدوع بشعارات المقاومة الزائفة التي منذ الخروج الصهيوني من غزة عام 2005، وفوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وسيطرتها على غزة في أحداث 2007، لم تَعُد باحثة عن التحرير ولكن عن شرعية، أي شرعية! لذلك هي لم تَعُد معنية بِهَم الأمة في التحرير واستعادة الحقوق، ولا الحفاظ على قدسها وأقصاها.

لذلك إيماناً منا بقيمة الكلمة وأهمية القراءة سنحاول تعريف الأمة بحقيقة العقيدة الصهيونية وأهدافها الحقيقية ضد القدس والأقصى. ولأن البعض يرى أن مقالاتي أو تقسيمي لأبحاثي يكون أقسام كبيرة، فإني سأحاول تقسيم هذا البحث الذي نُشر في (العدد (18) من مجلة شؤون العصر، السنة التاسعة، يناير ـ مارس 2005)، إلى أقسام صغيرة تشجع القراء الذين يرغبون في المعرفة والمزيد من المعلومات، ولا وقت لديهم أو صبر على القراءة على قراءته.
عقيدة المسيا/المسيحانية اليهودية



اعتبر السواد الأعظم من مؤرخي الحركة الصهيونية الحديثة أن الحركة الصهيونية حركة سياسية علمانية، استغلت اليهود لتحقيق مشروع يخدم مصالح الدول الغربية التي كانت تحتل وطننا آنذاك، وأن اليهود لم يفكروا منذ أن دمر هدريان وجودهم في فلسطين وشردهم خارجها عام 135م في العودة إليها، وأن ارتباطهم بفلسطين اقتصر على الارتباط الديني والروحي فقط. ونرى أن هذا الرأي قد جانب الحقيقة كثيراً، لأنه تم إساءة فهم حقيقة اليهودية كديانة من وضع البشر، اختلط فيها الإلهي بالإنساني، والديني بالقومي، والأخروي بالدنيوي... إلخ. ولم يتم تحديد دقيق لهوية ما يسمى بـ(القومية اليهودية) إن كانت (قومية علمانية) حسب المفاهيم القومية الغربية أو بمعنى (الأمة الدينية)، لأن اليهود لا يتوفر فيهم أي عنصر أو مقوم من عناصر أو مقومات القومية العلمانية على اختلاف مفاهيمها، في الوقت الذي لا ينطبق عليها سوى مفهوم وهوية واحدة هي (الأمة الدينية)، أي دين يعتنقه أناس من أعراق وجنسيات متعددة ومختلفة.

وإذا كانت الأدلة والحجج التي استشهد بها من قالوا بعلمانية الحركة الصهيونية، و"القومية اليهودية" وكيان العدو الصهيوني كثيرة، إلا أن أهم مسألة قد تكون أحدثت كل ذلك الخلط، أو الضبابية في الرؤية في تحديد هوية (القومية اليهودية) وفهم حقيقة وأهمية دور بل مركزية الدين في الحركة الصهيونية بالإضافة إلى إسقاط الكتاب والمفكرين العلمانيين من غير اليهود فهمهم للعلمانية على أنها فصل تام للدين عن السياسة على اليهود وقادة الحركة الصهيونية، دون إدراك ـ إلا القلة ـ أنهم لو جردوا ما يزعمون أنه (القومية اليهودية) من محتواها الديني فإن تلك القومية تتحول إلى وهم وسراب، لأنها لا يتوفر لها أي مقوم من مقومات القومية العلمانية، كان:

اعتماد أنصار ذلك الرأي على موقف ورأي طائفة دينية أو أكثر من الطوائف الدينية اليهودية وفهمها لمعنى عقيدة (المسيا أو المسيحانية) أي حضور المسيح اليهودي آخر الزمان، وإعادة اليهود إلى أرض الميعاد، وتحقيق كل وعود (خرافات) التوراة بالسيادة العالمية، في تحديد هوية الصهاينة واعتبارهم علمانيين. إلى جانب أدلة أخرى لا تصمد عند المناقشة العلمية والموضعية وشواهد الواقع، معتبرين أن اليهود طوال شتاتهم المزعوم يؤمنون بالعودة السلمية للمسيح اليهودي، بدون عنف أو فعل بشري، وأن فكرة العودة بالقوة والخداع السياسي التي أتى بها اليهود الصهاينة هي فكرة دخيلة ومستحدثة.

وبناءً على ذلك تجاهلوا أن اليهودية الأرثوذكسية التي خرج من أحضانها كل المسحاء الدجالين اليهود، وكل حركات تطوير وتجديد فكرة المسيا اليهودية التي كان آخرها الحركة الصهيونية، التي تحالفت معها اليهودية الأرثوذكسية في تثبيت دعائم الكيان الصهيوني في فلسطيننا، على الرغم من تظاهرها أنها مازالت محافظة على عقيدة عودة المسيح اليهودي سلماً ونزول الهيكل من السماء إلى الأرض لأنه مُصنع ومُعد في السماء وينتظر بعث المسيح فقط ـ تجاهلوا أن اليهودية الأرثوذكسية التي وُضِعت لبناتها الأولى في السبي البابلي هي التي وضعت كل تلك الخرافات، وأنها هي التي قادت اليهود طوال مراحل شتاتهم، وهي التي فرضت عليهم أسوار الجيتو كما أراد أنبيائها المؤسسين عزرا ونحميا. كما أنها هي التي قامت بتطوير مفهوم الخلاص المسيحاني عبر مراحل الشتات، وأفرزت حركة (القبالاه الصوفية اليهودية) التي نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي، والتي تُشكل رؤاها الدينية للخلاص الخلفية الدينية والفكرية للحركة الصهيونية. وقد اشتدت عمليات التطوير لفكرة الخلاص المسيحاني، وربطها بواجب شراء أو اغتصاب الأرض في فلسطين، وبلورة المفهوم القومي اليهودي منذ بدايات القرن السادس عشر الميلادي، أي من قبل حركة مارتن لوثر والانشقاق البروتستانتي على الكنيسة الكاثوليكية.

ذلك لأن عقيدة المسيا التي وُضَعت أسسها اليهودية الأرثوذكسية هي عقيدة دينية سياسية وليست عقيدة دينية صوفية تأملية، تمثل الحركة الصهيونية ذروة غلوها ونتاجها الفكري الذي أشرف على بلورته الحاخامات طوال قرون. تلك اليهودية أسقطها الكتاب من حساباتهم واعتمدوا على موقف اليهودية الإصلاحية "الداعية لدمج اليهود في شعوبهم"، واليهودية المحافظة التي تظاهرت بالعلمانية لإفشال مخططات اليهودية الإصلاحية، بهدف الحفاظ على الانتماء اليهودي وعدم ذوبانه وسط (الأغيار أو الجوييم)، متجاهلين أننا نخوض صراعنا المباشر مع تلك اليهودية واضحة المعالم والأهداف، وليس مع تلك اليهوديات التي يقيسون عليها، ويبنون عليها دراساتهم ويستخلصون نتائجهم وتحليلاتهم الخاطئة بناء عليها عن اليهودية الصهيونية.

يقول الدكتور (سمير أيوب) مؤلف كتاب "وثائق الصراع العربي الصهيوني"، خمسة أجزاء، عن دور الدين اليهودي والحاخامات اليهود في الإعداد للحركة الصهيونية: ... هكذا يثبت وبلا "شك أن المعتقدات الدينية التلمودية وما يتبعها من اجتهادات وتفسيرات أطلقها الحاخامون خلال القرن السادس عشر والسابع عشر قد أحدثت تطوراً واضحاً في الحركة الاجتماعية والثقافية والسياسية التي ظهرت بين اليهود خلال القرون الخمسة الأخيرة ومن بينها الحركة الصهيونية. وهي التي تقف وراء العديد من أسسها ونظرياتها بل كلها. وأيضاً وراء العديد من الحقوق والمتطلبات الاستثنائية التي تدعيها الصهيونية المعاصرة في مواقفها من باقي الشعوب والدول"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

أما الدكتورة (منى كاظم) فإنها ترى أن الحركة الصهيونية لم تكن وليدة فكرة قومية غريبة عن أوساط اليهود المتدينين بل هي ثمرة جهودهم عبر قرون طويلة، وما "الصهيونية إلا الرداء الحديث للأمل المسيحاني القديم الذي حافظ اليهود على إحيائه خلال العصور الماضية، إنه الأمل الذي يهدف إلى تحقيق شقين ـ كما يقول الأنبياء ـ فهو يهدف إلى إعادة اليهودي لحياته القومية في أرضه الوطنية في فلسطين، كما أنه يهدف أيضاً إلى إعادة إنشاء إسرائيل الذي يساعد على إعادة خلق البشر جميعاً"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. لذلك قام الحاخامات بتغذية الحركة الصهيونية منذ اللحظة الأولى بأفكارهم، ما ذكا روح اغتصاب الأراضي في فلسطين دينياً، واعتبار ذلك أنه الجهد البشري الذي يسبق ظهور المسيح المخلص، وليس غريباً أن يقال عن ثيودور هرتزل: أنه المسيح أو أنه النبي الذي يسبق مجيء المسيح.
لا صهيـونيـة بـدون التــوراة


وما يزيد من عجبنا تلك الظاهرة التي سيطرت على كتابات وعقول مثقفينا؛ التي ربطت ربطاً عضوياً بين (الديانة اليهودية) و(القومية اليهودية)، حيث أسقط الكتاب والمثقفين العرب القوميين والعلمانيين مفهومهم أو رؤيتهم لمكانة ودور الدين الإسلامي في فكرهم، الذي كان يعتبر في أحسن الأحوال أحد المقومات الثانوية للقومية العربية، بمعنى أنه موروث ثقافي وتاريخي، وفي تسعينيات القرن الماضي تقريباً اعتبره أحد الاتجاهات القومية في وطننا المقوم الثقافي للقومية والعروبة. المهم أن أولئك الكتاب والمثقفين العرب أسقطوا مفهومهم للدين على اليهود الصهاينة ولم يأخذوا الفارق بين كلا الدينين (اليهودية والإسلام)، وبناء على ذلك بنوا مفاهيمهم عن الصهيونية، وكتبوا دراساتهم ورؤاهم وتحليلاتهم، وحددوا أهدافها ومدى عمالتها للغرب أو قربها وبعدها من المشروع الغربي، وصنفوا اليهود الصهاينة إلى متدين وعلماني وملحد، وإلى متطرف ومعتدل، وإلى دعاة السلام وصديق أو حليف يمكن التفاوض معه وعدو لا يمكن التحالف معه، وفي النهاية تفاجئوا بأن جميع الصهاينة هم يهود صهاينة قبل أن يكونوا أي شيء آخر.

لذلك هم وقعوا في خطأ ربطهم بين (الدين اليهودي) و(القومية اليهودية) بحسب مفاهيمهم، واعتبارهما بالنسبة لليهودي المتدين شي واحد هو (الدين)، أما بالنسبة لـ(ليهودي العلماني) الذي لا يؤمن بالدين اليهودي ـ بحسب مفهومهم ـ اعتبروا الدين بالنسبة له (موروث ثقافي)! علماً أنهم لم يحددوا لنا تحديداً دقيقاً الفوارق البينة بين ما يسمونه (الدين اليهودي) و(الثقافة اليهودية)! ولا مدى الإيمان والاعتقاد الديني لدى مَنْ يعتبرونهم (يهود علمانيين) بما يزعمون أنه (الثقافية اليهودية) التي هي (الدين اليهودي)، وتأثير ذلك الإيمان على توجهاتهم وأفكارهم وممارساتهم ومواقفهم السياسية من قضايا الصراع الجوهرية، أو ما يمكن أن نسميه قضايا الحل النهائي، وعلى رأسها قضيتي القدس واللاجئين؟! ولكن الذي فسر لنا تلك الظاهرة تفسيراً دقيقاً وصحيحاً يستقيم والفهم الصحيح لحقيقة الحركة الصهيونية وموقفها من الدين، هو المفكر (ناثان وينستوك) في كتابه "الصهيونية ضد إسرائيل" بقوله:

"إذا كانت المظلمانية (نزعة) الانغلاق وإعاقة المعرفة والتقدم (الربانية قد انتصرت في "إسرائيل") فما ذلك إلا أن التصوف (الإيمان المطلق القائم على التسليم والعاطفة لا على العقل وهو قريب من التعصب الأعمى) الصهيوني لا يتماسك إلا بالرجوع إلى الدين الموسوي. ألقوا مفاهيم (الشعب المختار) و(الأرض الموعودة) ولسوف ينهار أساس الصهيونية، ولذلك نجد أن الأحزاب الدينية تستمد قوتها بشكل متناقض في التواطؤ بين الصهيونية واللا أدريين. لقد فرض التماسك الداخلي في الكيان الصهيوني (إسرائيل) على قادتها تقوية سلطات الكهنوت. وقد كان الحزب الاجتماعي الديمقراطي (الماباي) ـ بالتحريض من بن غوريون ـ هو الذي جعل دراسة الدين إجبارية في مناهج المدارس وليست الأحزاب الدينية"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. أي أنه لا يمكن لليهودي أن يكون صهيوني بدون التوراة والدين اليهودي، سواء اعتقد به دينياً أو اعتبره موروث ثقافي على حد زعم كتابنا ومثقفينا! بمعنى أن كل الصهاينة مسخرين لخدمة الغايات الدينية وليس العكس الذي درج عليه الكتاب! وذلك ما يؤكد أن اليهودية كدين لها غايات سياسية، وأن التوراة لها معنى سياسي، تعبر عنه عقيدة المسيا اليهودية. وذلك ما سنعرض له في الحلقة التالية.

التاريخ 8/8/2010






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سمير أيوب، الصراع العربي الصهيوني، الجزء الأول، صامد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، 1984، ص11.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منى كاظم، المسيح اليهودي ومفهوم السيادة الإسرائيلية، الاتحاد للطباعة والنشر، أبو ظبي، سلسلة ثقافة (نحن وهم)، ص252-253.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رجاء جارودي، فلسطين أرض الرسالات الإلهية، ترجمة وتعليق وتقديم عبد الصبور شاهين، مكتبة دار التراث، ص241.

[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مركزية القدس والهيكل في الفكر الصهيوني (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة .:Ƹ̵̡ӝ̵̨̄ʒ:. :: منتديات العلوم الانسانية والاجتماعية :: قسم العلوم السياسية و العلاقات الدولية-
انتقل الى: