مصطفى إنشاصي طالب(ة) جديد(ة)
عدد المساهمات : 10 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 24/07/2010 السٌّمعَة : 1 نقاط : 5064
| موضوع: مركزية القدس: المسيا عقيدة دينية سياسية (2) السبت 14 أغسطس 2010 - 15:43 | |
| مركزية القدس: المسيا عقيدة دينية سياسية (2) مصطفى إنشاصي سبق أن أوضحنا في الحلقة الأولى أن الذي أحدث عند الكتاب والمفكرين العرب ضبابية في فهم البعد أو المعنى السياسي لعقيدة المسيا اليهودية التي تُعتبر هي الأساس الرئيس الذي قام عليه فكر الحركة الصهيونية؛ هو اعتمادهم في فهم معنى تلك العقيدة على تفسير الطائفة الأرثوذكسية اليهودية التي تتظاهر بأنها مازالت متمسكة بعقيدة حضور المسيح السلمية، إلى جانب الطوائف اليهودية غير الصهيونية من المحافظين والإصلاحيين، لذلك اعتبروا أن عقيدة المسيا هي عقيدة صوفية تأملية وليست عقيدة سياسية، وأن اليهود منذ طردهم من فلسطين عام 135م لم يَعُد لهم أي ارتباط سياسي بها ولكن فقط ارتباط روحي، وعليه فإن فكر الحركة الصهيونية غريب ودخيل على الدين اليهودي!.والحقيقة أن عقيدة (المسيحانية الـيهودية) هي في الأصل عقيدة دينية سياسية وليست عقيدة صوفية تأملية، كما يقول (ساراشك): "أن هذه الفكرة هي عقيدة سياسية أكثر منها لاهوتية، وعملية أكثر منها تأملية، وأن اليهود وجدوا فيها نوعاً من صمام الأمان ينفسون بواسطته في أوقات الضيق والشدة. مثلما علقوا آمالهم على مجيء ذلك "المحرر" الذي أحاطوه بهالة من الجبروت والقداسة، وراحوا ينتظرون قدومه لكي يخلصهم من المحن والبلايا. فهو المنتظر الذي سوف يحول ظلمتهم إلى نور وكربهم إلى فرح وبهجة"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، هذه العقيدة هي التي تطورت على أيدي الحاخامات ليصبح لها معنى وقيمة غير الانتظار، ولكن بالعمل والمبادرة لإقامة المغتصبات على أرض فلسطين.فلقد عاش اليهود طوال سنوات شتاتهم المزعوم في أحياء الجيتو وهم يعتقدون أن الجيتو مكان مؤقت "يحفظ الله فيه الأمة وروحها إلى أن يحين الوقت الذي يشاء فيه أن يعيد (شعبه) إلى (أرضه) وحريته"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وذلك الوقت هو زمن حضور المسيح المنتظر (المسيا أو الماشيح) الذي يؤمن به اليهود أنه من نسل داود، وأنه سيجمع شتات اليهود ويعود بهم إلى الأرض المقدسة ويحرر (أرض إسرائيل). فقد جاء في قانون "الإيمان اليهودي": "إن ما ضمن بقاء (الشعب اليهودي) عبر الأجيال، وأدى إلى خلق (دولة) هو رؤيا المسيح المنتظر لدى أنبياء إسرائيل، ورؤية خلاص (الشعب اليهودي) ومعه الإنسانية جمعاء!! و(دولة إسرائيل) هي أداة لتحقيق هذه الرؤيا عن المسيح المنتظر"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].ومن الجدير بالذكر أن اليهود يفرقون بين (أرض إسرائيل) و(دولة إسرائيل) فـ(دولة إسرائيل) التي أقاموها الآن في فلسطين هي في عقيدتهم ليست هي (أرض إسرائيل) كلها وإنما أقاموها حتى يوطئوا ويهيئوا الظروف وييسروا الإسراع بمجيء المسيح المنتظر الذي سيحكم (أرض إسرائيل) وليس (دولة إسرائيل) فقط!.كما أن هناك علاقة وثيقة الترابط في الديانة اليهودية بين أصولها العقائدية الرئيسية الثلاثة التي تقوم عليها والتي على كل يهودي الإيمان بها، وتلك العلاقة لا تنفصم عراه ولا يدرك مدى قوتها واستحالة انفصالها سوى اليهودي فقط، وتلك الأصول الثلاثة هي: إله اليهود الخاص، وأن اليهود هم (شعبه المختار) بين جميع الشعوب، وأن فلسطين هي أرض (أرض إسرائيل) الموعودة التي اختارها إلههم لهم. يقول عنها اليهودي الفرنسي (أندريه شوراقي) في كتابه "تاريخ اليهودية": "تتميز اليهودية بالزواج بين إله هو إله سيناء، وشعب هو إسرائيل وأرض هي الأرض المقدسة. إن تاريخ اليهودية هو تاريخ ثالوث: فالرسالة هنا لا يمكن فصلها عن الشعب الذي يتسلمها وهذا الشعب لا يمكن تصوره إلا بالعلاقة بأرضه، هذا التحالف الثلاثي قهري وإجباري بقدر ما هو غير قابل للانفصام). وهذا التصور يتبعه نتيجة حتمية وهي: حتمية هدم الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم، وأنهما السبب الحقيقي في احتلال اليهود للقدس، بل ولحركة اليهود طوال التاريخ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. تلك العلاقة الثلاثية بين الإله والشعب والأرض في الديانة اليهودية هي التي جعلت تلك الديانة تختلف عن الأديان الأخرى غير الإسلام طبعاً، فيما يخص العلاقة بين الدين والسياسة وعدم الفصل بينهما، ولا بين الدين والدولة، بمعنى أن الديانة اليهودية ديانة مرتبطة بأرض لإقامة دولة عليها! كما أن "خط الاتصال بين الماضي والمستقبل في اليهودية لا ينفصل، خلافاً للحالة اللاهوتية الغربية التي استقلت عن السياسة، لذلك ظلت الصهيونية تحتوي داخلها استمرارية العلاقة التقليدية بين اليهودية والسياسة، وبقيت الرؤية اليهودية في جميع أشكالها ترفض الفصل بين الدين والدولة. وحافظت الصهيونية على بنيتها الخاصة، فانطوت على التعددية في هويتها الذاتية (بتعبيراتها الدينية والأيديولوجية والسياسية) إلى جانب التماثلية في هويتها العالمية (بتعبيراتها شبه القومية)".[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تعريف الصهيونيةولأن عقيد المسيحانية اليهودية ليست عقيدة دينية لاهوتية صوفية تأملية بقدر ما هي عقيدة سياسة مرتبطة بإله وشعب وأرض ودولة، فإنها لا تمنع إذا ما كانت الظروف الذاتية والموضوعية الدولية مهيأة لتحقيق اليهود لأملهم في العودة إلى فلسطين، الذي يعتبره حاخاماتهم المقدمة لقدوم المسيح اليهودي أن يقوموا بذلك. وفي ضوء ذلك الفهم للعلاقة بين عناصر الديانة اليهودية الرئيسة، والتفسير لعقيدة المسيا اليهودية، يمكننا فهم وتفسير حقيقة البعد الديني في الحركة الصهيونية، والموقف المؤيد والداعم لها من بعض الحاخامات اليهود، واعتبارها الأداة السياسية لليهود لتحقيق معتقدات وغايات عقائدية دينية توراتية، وأن الخطأ الذي وقع فيه القائلين بأنها حركة سياسية علمانية لا علاقة لها بالدين، راجع إلى أنهم فسروا أفكار الصهاينة من خلال فهمهم هم لمعنى العلمانية، وليس من خلال فهم اليهود الصهاينة أنفسهم لها! ذلك الفهم الذي علق عليه الدكتور (جورجي كنعان) بالقول: "إن هؤلاء الصهاينة زحفوا علينا بفكرة عقائدية عمرها ثلاثة آلاف عام وما فتئوا يزرعونها في أفكار الشعوب طوال هذه الأجيال وهنا تكمن قوتهم رغم قلة عددهم، فالصهيونية دعوة سياسية من أشد العقائد السياسية ضراوة وفتكاً في إطار من عقيدة دينية، تعتبر من أبشع العقائد التي عرفها تاريخ الإنسانية من حيث تعصبها الذميم وعزمها على الفتك بجميع الأمم... خطأنا الأكبر كان يوم فسرنا تحركات الصهيونية من خلال ما نعتقده نحن وعمينا، أعمانا الجهل والتخلف وضحالة الوعي لماضينا.... إني أرثي وأرثي بمحبة فائقة لحال الذين يقبلون اليهودية كدين ويرفضون الصهيونية كقومية، ويحاربون الكيان السياسي الذي تجسدت فيه (دولة إسرائيل)، لأن بذور الصهيونية مطمورة في كتاب العهد القديم... وما جمع الصهاينة وأعادهم إلى فلسطين إلا كتاب العهد القديم. وما القلب الذي يدفق دم الحياة في جسد الصهيونية المحلية في فلسطين والعالمية، غير كتاب العهد القديم"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].كما أن بعض مؤرخي الحركة الصهيونية عرفوها من خلال ذلك الفهم والربط بين عقيدة المسيا والمحتوى الفكري والعقائدي لما يسمونه (القومية اليهودية)، التي اعتبروها قومية علمانية متأثرة بالفكر القومي الغربي، بل هي إفراز للفكر القومي الغربي، ومن خلال الأهداف التي تسعى الصهيونية لتحقيقها، فقد عرفها (برينفلد) في كتابه "الصهيونية": "أنها الحركة التي ترمي إلى إعادة عموم اليهود الذين يريدون، أو لا يقدرون على الإقامة في البلاد التي يقطنونها، والذين يبلغ تعدادهم ما يزيد على العشرة ملايين، إلى فلسطين"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].كما عرفتها دائرة المعارف البريطانية: "إن اليهود يتطلعون إلى افتداء إسرائيل واجتماع الشعب في فلسطين واستعادة الدولة اليهودية وإعادة بناء الهيكل وإقامة عرش داود في القدس ثانية وعليه أمير من نسل داود"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ونفس التعريف عَّرفتها به دائرة المعارف اليهودية عند شرح كلمة صهيونية: "يبغي اليهود أن يجمعوا أمرهم وأن يقدموا إلى القدس ويتغلبوا على قوة الأعداء وأن يعيدوا العبادة إلى الهيكل مكان المسجد الأقصى ويقيموا ملكهم هناك"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].تلك الحقيقة التي صرحت بها التعاريف السابقة للصهيونية هي التي جعلت الزعيم الروحي الصهيوني الحاخام (أبراهام إسحاق كوك) أن يعتبر جيله الحاضر ـ الحركة الصهيونية ـ أنه هو "الجيل الذي تحدثت عنه النبوءة على أنه ينتمي إلى عصر مجيء المسيح المنتظر"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ما يعني أنه كان يرى في الحركة الصهيونية أنها تمهيداً لحضور مسيحهم الدجال. وهو بذلك يؤيد دفاع الحاخام (صموئيل هيليفر) في رده على الحاخامات الذين كانوا يرون أن الحركة الصهيونية تتناقض مع عقيدة الإيمان بالمسيح، الذي قال: "ويعتقد بعض هؤلاء الحاخامين أن القومية تتناقض مع إيماننا بقدوم المسيح، إنني أود أن أعلن بأن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].فاليهود طوال عصورهم التاريخية يؤمنون بعقيدة المسيح المنتظر (المسيا أو الماشيح) الذي هو من نسل داود وأنه سيجمع شتات اليهود ويعود بهم إلى الأرض المقدسة ويحرر (أرض إسرائيل) من الأغيار، ولكنهم يختلفون في فهمهم حول الأسلوب والطريقة التي سيتم بها تحقيق هذه العودة، فمنهم من يؤمن بأنها عودة سلمية، ومنهم من يؤمنون بأنها ستكون بالقوة. والرؤية المسيحانية الصهيونية هي نفس رؤية حركة القبالاه اليهودية الصوفية التي بدأت تنشط منذ القرن العاشر الميلادي وسط اليهود، والتي أضفت على المعاني الرمزية للعودة في اليهودية نوعاً من التمويه والسرية، بحيث لا يفهمها إلا القلة من اليهود أنفسهم. ورؤية حركة القبالاه نفسها تستمد منها حركة الاسترجاع النصرانية فكرتها التي تطالب بإعادة اليهود إلى وطنهم الأم، كشرط لعودة المسيح المخلص الذي سيحكم العالم ويسود السلام والطمأنينة، هذه الرؤيا استغلها اليهود عند نصارى الغرب البروتستنتي خاصة لدعمهم في الحصول على فلسطين والحفاظ على الكيان الصهيوني فيها من بعد.ذلك التمسك بالحلم المسيحاني وبأرض فلسطين لإقامة (دولة يهودية) عليها لتكون أداة لَمْ شمل اليهود المنفيين تهيئةً لمجيء المسيح لا يختلف عليها أحد من اليهود، حتى اليهود الإصلاحيين المتهمين بالعلمانية والاندماج، وخاصة إصلاحيي أمريكا، بعد أن عدلوا من نظرتهم إلى الرؤية الصهيونية بعد مؤتمر عام 1937م. وذلك ما اتفق عليه الآن اليهودي المتدين واليهودي المتهم بالعلمانية والإلحاد من كتابنا!.... يُتبعالتاريخ 13/8/2010 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أسعد رزوق، التلمود والصهيونية، الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الثانية، 1411ه ـ 1991م، ، ص228.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بداية المؤامرة، اتحاد طلبة فلسطين، الكويت، 1985، ص24.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الصهيونية بين تاريخين "قسمين": القسم الأول-السفير عبد الله النجار، القسم الثاني،-الدكتور كمال الحاج، الطبعة الأولى، كانون الثاني /يناير 1972م، دار العودة ، بيروت،ص240. أسعد رزوق، مرجع سابق، ص224.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] محمد هلال (دكتور)، الإسراء وإسرائيل، مؤسسة الرسالة-دار البشير، لبنان-الأردن، الطبعة الأولى، 1417هـ-1997م، ص105.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المنظمة الصهيونية وإسرائيل ويهود العالم تفاعلات الحاضر وآفاق المستقبل، إبراهيم عبد الكريم، أعمال ندوة الحركة الصهيونية والصراع العربي- الإسرائيلي في مائة عام دروس الماضي وآفاق المستقيل ، مجموعة من الكتاب، (14-15 مايو/أيار 2000)، القاهرة، معهد البحوث والدراسات العربية،ص206.).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جورجي كنعان، وثيقة الصهيونية في العهد القديم، الطبعة الأولى، مرجع سابق، ص17.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] محمد مصباح حمدان، الاستعمار والصهيونية العالمية، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1967، ص126.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عبد الله التل، جذور البلاء، القسم الأول، المكتب الإسلامي، بيروت 1405هـ-1985م، الطبعة الثانية، ص138. الاستعمار والصهيونية العالمية، مرجع سابق، ص127.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المرجع السابق،ص138.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المرجع السابق، ص 293.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المرجع السابق، ص283.[/b] | |
|
kilwa طالب(ة) فعال(ة)
عدد المساهمات : 304 العمر : 34 الإختصاص الجامعي : علم المكتبات ومراكز المعلومات مكان الإقامة : مدينة العلم والعلماء تاريخ التسجيل : 10/05/2010 السٌّمعَة : 1 نقاط : 5780
| موضوع: رد: مركزية القدس: المسيا عقيدة دينية سياسية (2) الخميس 26 أغسطس 2010 - 1:14 | |
| | |
|