بين بوتفليقة وبومدين

في ذكرى رحيل "الموسطاش"؟؟؟
قد يصعب على غير الجزائري استيعاب ما تحمله كلمة "موسطاش" من معاني وأبعاد، تلك الكلمة التي ارتبطت بالرئيس الراحل "محمد بوخروبة" الذي توفي في مثل هذا اليوم من سنة 1978م.
"هواري بومدين" الرئيس الذي لا يزال يحتل المساحة الأكبر -دون منازع- في مخيلة الجزائريين عن رؤسائهم، وذلك رغم محاولات ما لا يمكننا الجزم بطبيعته إن كان "تشويها" أو "كشفا للحقيقة" أو "شهادة للتاريخ"، تلك المحاولات التي برز لها "الطاهر زبيري" وغيره من أصحاب "المذكرات".
لا ندعي أن حكم "هواري بومدين" كان ناجحا أو مثاليا أو ديموقراطيا، ولا ندعي أن خياراته الاقتصادية كانت سديدة وناجعة، ولا يهمنا هنا أن نحكم على الرجل إن كان "دكتاتورا" أم "خليفة راشدا"، ولكن ألا يمكننا الجزم بأن الجزائر على عهده قد احتفظت لنفسها بنصيب من السيادة والاستقلال لا ينكران، خاصة وأن السيادة والاستقلال عندنا يقاسان -عادة- من خلال العلاقة مع "فرنسا" التي رفض "بومدين" زيارتها حتى توفي، ويذكر التاريخ أن ذلك كان بسبب "الشروط" الفرنسية التي اشتم فيها الراحل رائحة "الاستعمار" .
ترى لو كان "الموسطاش" حيا اليوم، هل كان "الساسي" سيتجرأ على "بوس" يد الرئيس الفرنسي في قلب الجزائر العاصمة، وقريبا من النصب التذكاري للمناضل الفرنسي من أجل الاستقلال "موريس أودان" ؟
فهل هي "القابلية للاستعمار" التي دندن حولها مالك بن نبي؟ أم أن أن المسألة كما يقول المثال العربي: إذا رأيت رب الببت بالدف ضاربا..فلا تلومن الأطفال إذا رقصوا؟

شتان ما بين وبين ولكلّ شخصيته وخصائصه وخلفياته.. عند استسلام الأمير عبد القادر قدم فرسه كهدية لفرنسا وهاهو التاريخ يعيد نفسه فماذا نفهم من ذلك؟؟؟