آثار المعاصي والذنوب

آثار المعاصي والذنوب

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, وبعد:
هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي لها علاقة بكل مسلم ومسلمة قرأتها لكم و أحببت تقديمها للقراء الكرام .
للمعاصي آثار قبيحة ومذمومة ومضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله منها مايلى:
اولا حرمان العلم فالعلم نور وضياء والمعصية تطفئ هذا النور.
قال الشافعى
(شكوت الى وكيع سوء حفظى فأرشدنى الى ترك المعاصي فاعلم أن العلم فضل وفضل الله لا يؤتى لعاص )
ثانيا: حرمان الرزق وفىالمسند أن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
والتقوى عكس ذلك فهى مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر.
ثالثا : وحشة يجدهاالعاصي فى قلبه بينه وبين الله وبينه وبين الناس ولا سيما أهل الخير منهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الأنتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر مابعد من حزب الرحمن .
رابعا تعسير أموره فلا يتوجه لأمر الا ويجده مغلقا عكس التقوى يأتيه الرزق من حيث لا يحتسب.
خامسا ظلمة يجدها فى قلبه مثل ظلمة الليل يقول عبد الله بن عباس (ان للحسنة ضياء فى الوجه ونور فى القلب وسعة فى الرزق وقوة فى البدن ومحبة فى قلوب الخلق وان للسيئة سواد فى الوجه وظلمة فى القبر ووهنا فى البدن ونقصا فى الرزق وبغضة فى قلوب الخلق.
سادسا الحرمان من الطاعة وينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة وهذا ملموس عند كثير من الناس.
المعاصي يقصر العمر ويمحق بركته فان البركة يزيد من العمر والفجور ينقصه.
وبالجملة يضيع عليه أوقات حياته الحقيقية التى يجب عدم اضاعتها
قوله تعالى ( يقول ياليتنى قدمت لحياتى)
سابعا المعاصي يولد بعضه بعضا كما قال بعض السلف عقوبة السيئة سيئة بعدها والحسنه حسنة بعدها.
ثامنا أن المعصية سبب لهوان العبد على الله بمعنى سقوطه من عينه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزو عليه لعصمهم واذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال تعالى (فمن يهن الله فما له من مكرم)
تاسعا المعاصي تورث الذل والمهانة
يقول الشاعر رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها.

تاسعا المعاصي تفسد العقل وقال بعض السلف ماعصى من أحد حتى يغيب عقله وهذا ظاهر فان لو حضره عقله لحجزه عن المعصية وهو فى قبضة الرب تعالى وتحت قهره وهو مطلع عليه وفى داره وعلى بساطه زملائكته شهود عليه ناظرون اليه وواعظ القرآن بينها وواعظ الأيمان بينها وواعظ النار بينها.

عاشرا أن المعاصي اذا تكاثرت على العبد طبع على قلب صاحبها.
قال تعالى بل ران على قلوبهم ماكانو يكسبون.

* ان الذنوب تدخل صاحبها تحت لعنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
فلعن شارب الخمر وآكل الربا والسارق ولعن من لعن والديه.

*الذنب يحرم صاحبه من دعوة رسوله وملائكته.
(اللذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنوبه به ويستغفرون للذين آمنو...الى آخر الآية)

* من تأثير المعاصي مايحصل على الأرض من فساد فى الثمار والمياه والمساكن والزلازل والمحن والفتن والأعاصير وغيرها.

* من تأثير المعاصي فأنها تطفئ نار الغيرة من قلب صاحبه على نفسه أوعلى أهله فيصبح ديوثا.

*من آثارها ذهاب الحياء من وجه صاحبه قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحياء خير كله )

* من آثار المعاصي نسيان العبد ربه فأنساه نفسه
(قال تعالى ولا تكونو كالذين نسو الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)

* من آثارها نقصان العقل وضياع الفطنة وانصراف الإنسان عن صحته واستقامته والقطيعة بينه وبين ربه وبينه وبين الأخيار.

*من آثارها تمحق بركة الرزق والعلم والعمر والعمل الصالح والطاعات وبركة الدين والدنيا.

*من آثار المعاصي نصرة العاصي لعدوه الشيطان على نفسه وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أبتلى هذا الإنسان بعدو لا يفارقه طرفة عين صاحبه ينام وهو لا ينام ويغفل وهو لا يغفل عنه يراه هو وقبيله من حيث لا يراه .

أسال الله العلى القدير أن يحفظنا وإياكم من جميع المعاصي ما ظهر منها وما بطن وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرزقنا تلاوة آياته آناء الليل وأطراف النهار انه سميع مجيب .