شجرة التين
الموطن والتاريخ
التين من الثمار المشهورة والمفضلة عبر التأريخ. وهي فاكهة كان لها التقدير منذ قديم الزمان بشكله الجاف والغض الأخضر. وموطنه الأصلي بلاد فارس وسوريا ولبنان. ولقد استعمله الفينيقيون في رحلاتهم البحرية والبرية. وحالياً فهو يزرع في كل حوض بلاد البحر المتوسط وفي معظم المناطق الدافئة والمعتدلة. ظهر التين في الرسومات والنقوش والمنحوتات التي اكتشفت في سوريا. ويقال بأنه وصل إلى الإغريق عبر بلد اسمها Caria في آسيا ومن هنا نعرف أن التسمية تحل اسم البلد التي وصل التين إلى الغرب منها وهو يسمى (بالإنجليزية: Ficus Caria).
كان التين طعاماً رئيسياً عند الإغريق وقد استعمله بوفرة الاسبارطيون في موائد طعامهم اليومية. الرياضيون بشكل خاص اعتمد غذاءهم بشكل رئيسي على التين، لاعتقادهم بأنه يزيد في قوتهم. وقد سنّت الدولة الاغريقية في ذلك الوقت قانوناً يمنع تصدير التين والفاكهة ذات الصنف الممتاز من بلادهم إلى البلاد الأخرى. دخل التين أوروبا عبر إيطاليا. Pliny يعطي في كتاباته التفاصيل عن أكثر من 29 صنفاً من التين كانت معروفة في وقته. ويمتدح بشكل خاص الأنواع المنتجة في بلدة Tarant وبلد الموطن Caria و Herculaneum.
التين المجفف وجد في Pompeii في حملات التنقيب التي أجريت على البلدة التي كانت مطمورة بالرمال (بلدة إغريقية) وظهر التين في الرسوم الجدرانية التي ضمت التين إلى جانب مجموعات أخرى من الفاكهة. يذكر Pliny بأن التين المزروع في حدائق المنازل كان يستعمل لإطعام العبيد لكي يمدهم بالطاقة والقوة للخدمة، وبشكل خاص كان يتغذى على التين العمال والعبيد الزراعيون الذي يعملون بالزراعة. يلعب التين دوراً مهماً في الميثالوجا اللاتينية أي علم الأساطير. وقد كان يقدم كقربان إلى الإله باخوس في الطقوس الدينية.
يقال إن الذئب الذي أرضع روملوس ورايموس (بالإنجليزية: Rumulus & Ramus) استراح تحت شجرة تين. وروملوس ورايموس هما مؤسسا الإمبراطورية الرومانية. ومن هنا كان لشجرة التين قدسية عند الرومان. ويذكر Ovid في كتاباته بأن خلال الاحتفالات السنوية لرأس السنة عند الرومان كان التين يقدم كهدية. وكان سكان بلدة Cyrene يضعون على رؤوسهم أكاليل من التين عندما كانوا يضحون إلى Saturn الذين كانوا يعتبرونه مكتشف الفاكهة وقد اشتهر التين ايام الرومان.
شجرة التين شجرة مباركة ذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم من باب التعظيم والفائدة التي منحها الله لتلك الشجرة وقد اقسم الله سبحانه بتلك الشجرة (( والتين والزيتون وطور سينين)) وكفاها فخرا بذلك.
شجرة التين من الاشجار المتساقطة الأوراق من جنس Ficus ومن هذا الجنس توجد انواع كثيرة تستخدم كنبات زينة مستديمة الأوراق، وللتين قيمة غذائية عالية حيث تحتوي ثماره على كمية عالية من الكالسيوم والحديد بالاضافة للمواد الكربوهيدراتية التي توجد به بنسبة عالية.
الأصناف العالمية للتين:
الأول- أدرياتيك الأبيض :
حجم الصنف صغير ، الثمار ذو لون اخضر فاتح واللب لونه احمر فاتح والثمار يصلح للتجفيف بجودة متوسطة .
الثاني- كونادريا:
الشجرة اكبر قليلا من الصنف السابق والثمار حجمها اكبر ايضا لون الجلدة اخضر مصفر ولون اللحم احمر خفيف تعطي الشجرة حوالي 30 الى 40 ثمرة وتصلح للتجفيف .
الثالث – بروجيتو:
الشجرة متوسطة النمو والثمار لونها احمر غامق ولون اللب وردي .
نبات التين:يتراوح ارتفاع نبات التين من 3 – 10 متر ويتوقف هذا الارتفاع على توافر الشتاء الدافيءوكلما قلت درجة الحرارة كان الجذع قصيرا وكثير التفريع ، وتحتوي اجزاء الشجرة المختلفة على عصارة لبنية لاذعة واوراق النبات سميكة جلدية ويختلف طول العنق وحجم الوراق حسب الصنف وهي ورقة مفصصة لها شكل جميل.
الظروف البيئية المناسبة:
شجرة التين تنمو في الأجواء ذات الشتاء الدفيء أي انها لا تحتاج الى شتاء بارد مثل باقي الفواكه المتساقطة الأوراق وفي الصيف يحتاج التين الى جو ذي رطوبة معتدلة وسقوط المطار في الشتاء مع برودة الجو يسبب تشقق الثمار وتعفنها.
التربة المناسبة:
معظم الاراضي تصلح لزراعة التين ولكن افضلها للنمو هي الأراضي الطمية الصفراء ، ويعتقد بان الأراضي الغنية بالجير ضرورية جدا لانتاج افخر الاصناف وخصوصا تلك الصالحة للتجفيفوقد تتحمل نسبيا الجفاف والملوحة وبعض القلوية ولكن النمو سيكون ضعيفا.
تكاثر النبات:
1-العقل
يتكاثر التين بالعقل الساقية حيث يتم استخدام العقل الناتجة من التقليم او من المزارع القديمة على ان يراعى اختيارها نظيفة خالية من الأمراض ، وتستطيع زرع العقل بشكل افقي ويكون خشبها قصيرا والبراعم توجه للأعلى .
2-الترقيد
ويستخدم عندما تكون الفروع قريبة من سطح التربة حتى يسهل ثنيها.
3-التكاثر بالسرطانات
وتحضر بمكعبات خاصة للزراعة وتخزن في خنادق في وضع افقي وتغطى بالتربة او الرمل وتندى بالماء لحين زراعتها.
4-التطعيم
مشكلة هذا الاسلوب انه ياخذ وقتا طويلا لانتاج الشتلات المطعومة
الري:اشجار التين تتحمل العطش والجفاف وقد نجحت زراعته في مناطق قليلة المياه بدرجة كبيرة ، ولكن يؤثر ذلك بشكل سلبي على النمو والمحصول ، واهم الفترات التي يجب توفير المياه خلالها هي :
-قبل خروج الأوراق ويكون الري غزير ( شهر فبراير )
-اثناء فترة التزهير يكون الري خفيف
-خلال فترة الصيف الري غزير
-اثناء تكون الثمار خلال ابريل وحتى يونيو مرة كل عشرة ايام في الأراضي الرملية ومرة كل 2-3 اسابيع في الأراضي الطميية
-يقلل الري خلال نضوج الثمار ( كثرة الري خلال هذه الفترة يسبب تشقق الثمار )
-بعد قطف الثمار يقلل الري قدر الامكان
التقليم والتربية:
الغرض من التقليم هو :
-تقوية الفروع الأساسية للشجرة عند تربيتها
-تنظيم هيكل الشجرة وتخلل الهواء او الشمس
-قرط الفروع القديمة لتنشيط البراعم الساكنة
-ازالة الفروع المصابة بالحشرات
-الاستفادة من التقليم في عمل العقل الزراعية
الآفات والأمراض:
1-خنافس القلف
الأعراض:
ثقوب تخرج منها الخنافس على سوق وفروع الأشجار وتظهر انفاق اليرقات وبها نشارة الخشب وقد تنكسر الفروع نتيجة جفافها.
المكافحة:
التقليم الجيد والقضاء على الفروع المصابة بالحرق ويمكن استخدام المبيد بالرش المتتالي لثلاث مرات ويكون بين الرشة والأخرى ثلاثة اسابيع
2-ذبابة ثمار التين
الأعراض :
تكون الأعراض عبارة عن تحفر في الثمار تحدثها تلك الذبابة لوضع البيض واليرقات ويؤدي في النهاية الى تساقط الثمار وفقدان كمية كبيرة من المحصول.
الرش بالمبيد الحشري يعتبر الحل المناسب مع القضاء على الثمار المصابة مبكرا
3-العنكبوت الأحمر العادي
الأعراض:
الاصابة تكون على السطح السفلي للأوراق مسببا بقعا صفراء على الأوراق تتحول الى اللون البني ثم تتساقط الأوراق
يقاوم العنكبوت بالمبيدات الحشرية ويفضل القضاء على العنكبوت بشكل مبكر