موضوع خاص بالاخ وائل فلسطين
وقف المؤذن " أبو عرفات" ليرفع الآذان لصلاة الظهر، لربما يكون المشهد عاديا لأبو عرفات وهو داخل المسجد ويرفع الآذان، لكن أن يقف أبو عرفات بعد 50 عاما الذي مر على عمله كمؤذن في مسجد الشفاء ليرفع آذان الظهر من فوق الركام، هذا هو المشهد المختلف له ".
فمسجد" الشفاء" هو احد المساجد التي دمرها الطيران الحربي الإسرائيلي، ولكن هذا العدو لم ينال من عزيمة المصليين، وأن نال من الجدار ودمر كل شيء، إلا أن اسم الله عزوجل وندائه لا يزال يصدح من فوق أطلال مسجد الشفاء، مراسل وكالة قدس نت للأنباء" ناهض منصور" نقل لنا عزيمة المواطنين وإصرارهم على التحدي ومواصلة الصلاة في المسجد".
حيث قام المصليين برفع أكوام الحجارة، استعدادا لوضع " الحصير" على الأرض لأداء الصلاة ، فكان هذا هو اللافت للنظر، حيث توقف بعض المارة لينظروا ما يحدث، ومنه من شارك في رفع بعض الحجارة،وهنا يقول مؤذن المسجد" صفوت النورنو 74 عاما" أبو عرفات " نحن اليوم والحمد لله قررنا إعادة الصلاة في مسجدنا هذا، لكي نثبت للاحتلال الإسرائيلي، أنه مهما قصف بيوت الله ومنازل المواطنين، إلا أننا لا زلنا متمسكين بالحق وثابتين على ديننا وسنصلى حتى لو تحت الأرض وليس فوق الركام ".
فبيوت الله، التي لم تسلم من الدمار والقصف الإسرائيلي أثناء فترة العدوان الغاشم بتاريخ 27 -12 2008 وحتى 22-1- 2009، حيث دمر 150 مسجدا، منها 45 مسجداً تدميراً كاملاً، و55 مسجداً تدميراً جزئياًَ وعشرات المساجد الأخرى دمرتها بدرجات متفاوتة، وبعضها لا يمكن الصلاة فيه
يذكر أن مسجد الشفاء " البورنو " تم قصفه بطائرات الاحتلال بتاريخ 28/12/2008، وكان بداخله الكثير من المواطنين من ذوي المرضى استشهد منهم أربعة، و يقع المسجد في مقابل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، حيث أدت عملية القصف إلى إيجاد حالة من الإرباك بين صفوف المرضى و الفرق والطواقم الطبية العاملة في المستشفى آنذاك، وتفاقمت المصاعب في المستشفى بعد تعرضه لأضرار كبيرة حيث ألحقت شظايا الصواريخ وقطع الحجارة والإسمنت أضراراً جسيمة في مباني المستشفى المكتظ بمئات الجرحى والمرضى.
وقد حولت الصواريخ الإسرائيلية المسجد إلى كومة من ركام، وأحدث الصاروخان اللذان أصابا مباشرة قبة المسجد المكون من طبقة واحدة، حفرتين كبيرتين، وتطايرت حجارة وأعمدة المسجد في الطرقات وفى عدة منازل ومحال تجارية ملاصقة دمرت أيضاً.