نموذج الفاعل المختلط

مصطلح استخدمه أوران يانع (Oran Young) (1972) في مساهمة واعدة لكُتاب من المقالات المكرّسة لهارولد ومارغريت سبراوت (Harold and Margaret Sprout) . كانت حجة يانع أنه لم يعد من الممكن أو المستصوب بناء تحليل السياسة الكلية على نموذج فاعل واحد – مثل الفكرة المتمحورة حول الدولة والمتعلقة بالعلاقات الدولية – وبالتالي فإن التغاير كان الوضع السائد. بهذه الطريقة تحدى يانغ أيضاً الفكرة التي مفادها أن مفهوم الهرمية يمكن الاستفادة من تطبيقه على ميدان التحليل الكلي (macroanalysis). ومرة أخرى، ولاشك في أن ذلك يعود جزئياً إلى تأثير الزوجين سبراوت، اقترح يانغ أن مسائل السيطرة والخضوع يجب أن يتم البت بها على أساس مجال قضايا مرهونة بالسياسة بدلاً من الاشتراط استنتاجياً أن بعض الفاعلين مسيطرون بشكل متأصل. ويمكِّن أيضاً منظور الفاعل المختلط الذي طرحه يانغ من إجراء تمييز أساسي بشكل تحليلي بين العلاقات التي تتضمن فاعلين من النوع نفسه وعلاقات بين أنواع مختلفة من الفاعلين – مثلاً بين دول ومنظمات حكومية دولية أو بين منظمات حكومية دولية ومنظمات غير حكومية دولية. على أنه، ما لم يكن بالإمكان إثبات أن هذه العلاقات المختلطة تزداد أهمية، فإن جزءاً كبيراً من قوة حجة يانغ يصبح ضعيفاً.

على أن فكرة الفاعل المختلط يعوزها الشيء الكثير من بعض الجوانب. فهي، بشكل خاص، تترك السؤال المتعلق بكيفية إجراء مقارنة نسبية لمختلف الفاعلين مفتوحاً، إذا كان يراد تحقيق فكرة تصنيفهم أو "وزنهم". إن ما حققه يانغ هو توجيه الباحثين إلى منظور متزايد الأهمية – يشار إليه عادة بالتعددية – والذي بدا أن له أثراً على التفكير السياسي الكلي (macropolitical) في السبعينيات.