المقاطعة واجب و ضرورة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالحمد لله عظيم المنة،وناصر الدين بأهل السنة، نحمده وفقنا الى الهدى،حمدا
كثيرا ليس يحصى عددا،وبعد حمد الله إني
أشهد أن لا إله غير الله يعبد،الواحد الفرد الصمد جل عن الشريك والصحب والولد،أما
بعد:فلما انتفض الشعب الفلسطيني انتفاضته الثانية بعد محاولة شارون –أطال الله
عمره على سرير الموت – تدنيس المسجد الأقصى.ثارت نفوس المسلمين في سائر
المعمورة وغلى مرجلها واستيقظت قلوبهم فظهر ما يسمى المقاطعة. فتفاعل المؤمنون معها تلقائيا وعفويا
وأصبحت شغلهم الشاغل ولكن سرعان ما خمدت جذوتها وانطفأت نارها .وبات المؤمنون
يكثرون الأسئلة حولها وعن مدى جدواها ,ضعفا أو جهلا منهم والله أعلم.وحتى نذكر من
نسي وننبه من غفل كتبنا هذه الأسطر بتوفيق من الله عن المقاطعة فما هي المقاطعة
ومن نقاطع وماذا نقاطع ولم نقاطع وهل نستطيع أن نقاطع؟.

تعريف المقاطعة: هي الامتناع عن معاملة الآخرين اقتصاديا أو
اجتماعيا وفق نظام جماعي مرسوم.

من يقاطع: يقاطع كل من يستقر في علمه أنما يدفعه
سيعود عليه وعلى إخوانه بالضرر

من نقاطع:أحل الله عز وجل التجارة والتعامل مع غير
المسلمين لكنه لم يتركها مطلقة بل قيدها و هي في خمس حالات.

01/ المرتد :هو من كفر بعد إسلامه فهذا يستتاب أو يقتل لقوله
صلى الله عليه وسلم "من بل دينه فاقتلوه" صحيح البخاري ، وإذا قتل صار ماله فيئا.

02/ الذمي: وهو الكافر الذي يقيم إقامة دائمة في بلاد المسلمين
وهو معصوم المال .

03/ المحارب: هو الكافر الذي يحارب المسلمين ليس له عهد ولا
ذمة ولا أمان، وهذا ماله مستباح للمسلمين .

04/ المستأمن: هو المحارب الذي يدخل بلاد المسلمين بأمان مؤقت
لأمر يقتضيه وهو معصوم المال .

05/ المعاهد: وهو الذي يعيش في دولة بينها وبين دولة الإسلام معاهدة على ترك القتال مدة معينة وهو معصوم
المال .

و من هذا فالحالة
الثالثة هي المقصودة في المقاطعة قال الله تعالى:لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي
الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ
عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ
وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9) الممتحنة .

ماذا نقاطع: نقاطع كل ما يدعم عدونا ويقويه علينا ويجعله
يظاهر به علينا سواء كان هذا الدعم سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي.

المقاطعة السياسية: منوطة بالحاكم وتستوجب قطع جميع العلاقات مع
العدو.

المقاطعة الثقافية: منوطة
بالمثقفين وتستوجب قطع جميع العلاقات والمساهمة في التوعية وإيقاظ الضمائر.

المقاطعة الاجتماعية: منوطة بعموم المسلمين برفض الخضوع و عدم ترك
مصيرهم بأيدي عدوهم.

عذرا ربى المجد إن القوم قد هانوا وإنهم في أيدي المعتدي لانوا

عذرا فما ردهم عما يحاك لهم وعي ولا ردهم دين وقران

عذرا فأروقة الأحزان حافلة وساحة الفرح المقتول قيعان

عذرا فبحر المآسي لم يعد لجبا يموج
في مائة قرش وحيتان

عذرا فإن بلاد العرب لاهية تضج في
صدرها عبس وذبيان

المقاطعة الاقتصادية: وهي الأهم لأن العالم الغربي عالم مادي تحكمه
المادة وأكبر دليل على هذا هو لما احتاجت الو م أ إلى الصمغ السوداني سمحت للسودان
تصديره رغم أنه كان محاصر اقتصاديا وهذا تحت الضغط من الشركات الإقتصادية.وهذا ما
يدفعنا لنكون نحن صناع القرار بمقاطعة الشركات الداعمة للعدو ولا نكتفي بالتحسر
والبكاء على حالنا وسب العدو

ما خالط العمر يوم فيه متكؤ لفرحة القلب إلا شابه كدر

ولاسألت زماني فرحة وغدت في
الروح تبحرإلاغالها خبر

كأن فرحة قومي لم تزل وهجا بين السراب فلا غيث ولا مطر

دم الأحبة يجري في مساجدنا ونحن
ندعواعلى الكفار مذ كفروا

لن يقبل الله منا زيف أدعية وفي القلوب أمان لفها خور

ومقاطعة السلع وجهان:الوجه
الأول: السلع من حيث التعاقد -شراء سلعة من العدو مباشرة . -شراء سلعة بوسيط من العدو. - شراء
سلعة من مسلم اشتراها من عدو لكن بقي للعدو شبة من الربح أو مبلغ مقابل ترخيص .

-شراء سلعة من مسلم اشتراها عدو
نهائيا.

فهذه الأصناف لا يجوز فيها
الشراء إلا من الصنف الأخير إذا تؤكد أنه لا يعاود الشراء من العدو وإلا كان
تحفيزا له..

الوجه الثاني: السلعة من حيث قيمتها.

سلع ضرورية: كالدواء المهم والتكنولوجيا النافعة والأغذية
الأساسية فهذه يجوز شراؤها إلى أن يرفع الضرر مع السعي لتوفيرها محليا أو من بائع
بديل.

سلع حاجية: وهذا إذا افتقدت شقت على الناس حياتهم فإن كانت
عامة وتناولت كافة الناس أوأكثرهم فإنها تنزل منزلة الضرورة في حق الشخص الواحد .

سلع كمالية: وهي المنتجات الثانوية كالألبسة والأجهزة
الكهرومنزلية والفواكه والحلويات والمشروبات ومواد التنظيف والأفلام والمجلات والسياحة في بلادهم....الخ
.

لم نقاطع: وهذا هو أهم عنصر لأنه الهدف.

وهذا استنادا لحديث إسلام ثمامة
بن الاثال ومنعه الحنطة على قريش.فذهب بعض المشايخ الفضلاء الىشرط إذن ولي الأمر
معتمدين على حديث اسلام ثمامة ومنعه الحنطة عن قرش حتى يأذن في ذلك رسول اله صلى
الله عليه وسلم وأنه لم يعتمد على فقه في الدين فهو حديث عهد بالإسلام .ولكن يوجد
من يخالفهم وهم كثر في هذا الشرط لأن ما وقع وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولم ينكره أي أقره وكذلك لو كانت قريش تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يرضى به لأبلغته مباشرة.وإضافة إلى هذا كله أن الإذن كان لتخلي عن المقاطعة ولم
يكن لإنشائها.و كذلك أن الدول الآن تربطها معاهدات تلزمها ولكن الشعوب لا يوجد ما
يلزمها.

02/ قاعدة سد الذرائع وهي منع
الجائز لئلا يتوصل به إلى ممنوع " قال ابن حزم " :"ولا يحل بيع شيئ
ممن يقف أنه يعص الله به أو فيه،وهو مفسوخ أبدا، كبيع كل شيئ ينبذ أو يعصر ممن
يوقن أنه يعمل خمرا أو بيع السلاح أو الخيل ممن يوقن أنه يعدو بها على المسلمين
لقوله تعالى:" وتعاونوا على البر و
التقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان.." المائدة 02

03/ قاعدة المفاسد والمصالح:
وهو بيع ما يعين الكفار محرم تحريما مصلحيا سدا لذريعة فيجوز للحاجة اذا كانت المصلحة
غالبة على المفسدة المتوقعة.

04/ الإضرار بالإقتصاد الكافر
المحارب من طرق الجهاد المشروع والمقصود هنا أننا نحاول بكل جهد الأضرار بالعدو
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعترض تجارة المشركين ودعا على قرش
فعن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال ": إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال :" اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
فأصابتهم سنة حصت كل شيئ حتى كانوا يأكلون الميتة وكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه
وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع فأتاه أبو سفيان فقال:"أي محمد إن قومك
هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم ..." رواه الشيخان .

05/ يُسوغ الإعتراض على
المقاطعة بحجة الحاجة للكافر قوله تعالى: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ
يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة28، فنبهت الأية على أن الحاجة إليهم
في جلب الطعام إلى مكة لا ترخص في إنتهاك حرمة الحرم فكذلك لاتترخص في استباحة
الإضرار بالمسلمين….. " فتاوى التاطبي.والله
هو الذي يرزق عباده من حيث لا يحتسبون ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

هل نستطيع أن نقاطع:

ولقد لوحظ عند ذكر هذه المنتجات
بتعلل البعض بأنها الأفضل في السوق وأجود من المنتج محليا. فنقول لمن كانت هذه فكرته
لو تأملت إلى هذه المنتجات لأدركت أنها ليست ضرورية ويمكن استبدالها أو الاستغناء
عنها كليا ببعض الإيمان و العزيمة.

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تتردد ا ولا تمهل
الأعداء يوما بقدرة و بادرهم أن يملكوا
مثلها غدا
فلا تجعلها مقيدة بوقت
أو شرط كقول بعضهم لا أقاطع سلعة واحدة مثل كوكا كولا حتى أقاطع القمح فنقول له شتان
بينهما فهذا ضروري والأخر كمالي وقد سبق شرح ذلك أو يقول لا أقاطع حتى يقاطع جميع
الناس فأنا إن لم أشتر إشترى غيري، فنقول
له عليك بذر الحب لاجني الثمر وأنت هنا تبرأ إلى الله من نصرة وتجهيز العدو .فمن
جهز غازيا فقد غزا فاختر لنفسك الضغط على العدو أم دعمه ولا تقل بأنك وحدك وإذا
أردت التأكد من هذا فاكتب كلمة مقاطعة في شبكة العنكبوتية لتجد علماء ودعاة
ومنظمات وهيئات ودول لجانبك وستجد أيضا أسماء لمنتجات داعمة للعدو.و أخيرا و ليس
أخرا قاطعوهم،قاطعوا كل البضائع،من مصانع أو مزارع. قاطعوهم، تجدوا عن كل لقمة
بعدها ذل و نقمة،ألف لقمة، ترفع الذلة وتغني ألف جائع. قاطعوهم، تقطعوا عن كل
مجروح نزيفا،تدفعواعن كل مظلوم حتوفا. قااااااااااطعوهم .وفقنا الله لما فيه خير
الدنيا والأخرة.

نعم نعم نعم نعم نعم لمقاطعة كل من أراد بالاسلام والمسلمين شرا

حتى يحس هذا ان كان له احساس أصلا بقيمتنا وأن يصبح يفكر بليارات المرات قبل ان يخطوا خطوة للمس بالاسلام والمسلمين

ولكن تنقصنا الشجاعة و حسن التوكل على الله حتى نقاطع بلا خوف ولا تردد

لان الله هو النافع والضار وهو الرزاق لا العباد

والحمد لله